الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لا يقتل قرشي صبراً بعد هذا اليوم

          3067- من روايةِ ابنهِ عبدِ الله بنِ مطيعٍ عنه قال: سمعتُ النَّبيَّ صلعم يقول يومَ فتحِ مكَّةَ: «لا يُقتلُ قرشيٌّ صَبْراً(1) بعد هذا اليومِ إلى يومِ القيامةِ».
          وفي روايةِ عبدِ الله بنِ نميرٍ نحوُه، وزاد قال: «ولم يكنْ أسلمَ أحدٌ من عصاةِ قريشٍ غيرَ مطيعٍ، وكان اسمُه العاصي، فسمَّاهُ رسولُ الله صلعم مطيعاً».


[1] الصَّبْرُ: أصلُه الحبسُ، وقُتِلَ فلانٌ صبراً، أي: قُتِلَ وهو مأسورٌ محبوسٌ للقتلِ لا في معركةٍ، ومنه المَصْبورةُ التي نُهِيَ عنها هي المحبوسةُ للموتِ لعباً لا قصداً إلى الذكاةِ المأمورِ بها، وقد تأوَّل بعضُهم هذا الحديثَ قولَه: «لا يقتلُ قرشيٌّ صَبْراً بعد هذا اليومِ إلى يومِ القيامة» على أنه لا يقتل مرتدَّاً ثابتاً على الكفر صبراً، إذ قد وجِد من قتِل منهم صبراً في الفتن وغيرها، ولم يوجد من قُتِلَ منهم صبراً وهو ثابتٌ على الكفرِ بالله ورسوله.(ابن الصلاح نحوه).