الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ألم يقل الله {استجيبوا لله وللرسول}

          3025- من روايةِ حفصِ بنِ عاصمٍ عن أبي سعيدِ بنِ المُعَلَّى قال: «كنتُ أصلِّي في المسجدِ، فدعانِي رسولُ الله صلعم فلم أُجِبهُ، ثم أتيتُه، فقلتُ: يا رسولَ الله؛ إنِّي كنتُ أصلِّي، فقال: ألم يقلِ الله: {اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ}[الأنفال:24]! ثم قال لي: لأعلِّمَنَّك سورةً هي أعظمُ السُّورِ في القرآنِ قبلَ أن تخرُجَ من المسجِد. ثم أخَذ بيدِي، فلما أراد أن يخرُجَ قلت: ألم تقل: لأعلِّمَنَّك سورةً هي أعظمُ سورةٍ في القرآنِ؟ قال: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (1)}[الفاتحة:2]، قال: / هي السَّبعُ المثَاني(2) والقرآنُ العظيمُ الذي أُوتيتُه». [خ¦4474]
          قال البخاري: وقال معاذٌ: حدَّثنا شعبةُ، وذكَر الإسنادَ، وقال: «هي: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:2]».


[1] العالمون: أصنافُ الخلائقِ كلّهم، واحدهم عالَم، ويقال لكلِّ دهرٍ: عالَمٌ، ولكلِّ قومٍ اجتمعوا في معنًى ما في زمانٍ واحدٍ: عالَمٌ، وأصلُ العالَمِ: الكثرةُ والجماعة، وروي عن ابن عباس: ربِّ العالمينَ: ربِّ الجنِّ والإنس، واستدلَّ على ذلك بقولهِ تعالى: {لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان:1] إنَّهم الجنُّ والإنسُ؛ لأنَّه لم يكنْ نذيراً لغيرهم، وقال قتادةُ: ربُّ العالمينَ: ربُّ الخلقِ.
[2] السبع المثاني أم القران: وسميت فاتحةُ الكتاب مثاني؛ لأنَّها تثنى في كلِّ ركعةٍ من الصلاةِ، وسمي القرآنُ كلُّه مثاني؛ لأنَّ القَصصَ والأمثالَ تثنَّى فيه، وقيل في قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي} [الحجر:87] : إنَّها فاتحةُ الكتاب، وقيل: هي السورُ التي تقصرُ عن المئينَ وتزيدُ على المفصَّلِ، وقيل لها مثاني: لأن المئين جُعلت مباديءَ والتي تليها مثانيَ.