الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه غير

          3003- الحديث الأوَّل: عن خالدِ بنِ معدانَ عن أبي أمامةَ: أنَّ النَّبيَّ صلعم كانَ إذا رفعَ مائدتَه قال: «الحمدُ لله كثيراً طيِّباً مباركاً فيه، غيرَ مَكْفِي(1) ولا مودَّعٍ(2) ولا مستغنىً(3) عنه، ربَّنا(4)». [خ¦5458]
          وفي حديثِ أبي عاصمٍ عن ثورِ بنِ يزيدَ: أنَّ النَّبيَّ صلعم كان إذا فرَغ من طعامِه، _وقال مرَّةً: إذا رفِعَ مائدته_ قال: الحمدُ لله الذي كفانَا وأروانَا، غير مَكفِي ولا مكفورٍ(5).
          وقال مرَّةً: «لكَ الحمدُ ربَّنا غيرَ مَكفِي ولا مُوَدَّعٍ ولا مستغنًى، ربَّنا». / [خ¦5459]
          وليس لخالدِ بنِ معدانَ عن صُدَيِّ بنِ عجلانَ في «الصَّحيحِ» غيرُ هذا.


[1] لك الحمد ربنا غيرَ مَكْفِي: أي؛ غيرَ مقلوبٍ عنا، يقال كفأتُ الإناءَ إذا قلبتَه، قال ابن السكيتِ: بغيرِ ألفٍ، وقد قاله غيرُه بألفٍ.
[2] في هامش (ابن الصلاح): (من شرح السنة قوله: غير مُودَّع؛ أي: غير متروكِ الطلب والرغبة فيما عنده، ومنه قوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} أي: ما تركك، ومعنى المتروك: المستغنى عنه، وقال: غير مُودِّع؛ أي: غير تارك طاعة ربه).
[3] ولا مُوَدَّعٍ ولا مستغنًى عنهُ: يعني الطعام الذي رُفِعَ.
[4] ربَّنا: أي؛ يا ربَّنا بحذفِ حرفِ النداء.(ابن الصلاح نحوه)، وضبطه بفتحِ الباء وضمِّها، وأكثر الرواة روَوه بالفتح على النداء ويكون الضمير في (عنه) للطعام، ورواه الأصيلي بالرفع على القطع وخبر المبتدأ ويكون الضمير في (عنه) لله تعالى.«مشارق الأنوار» 1278.
[5] ولا مكفورٍ: أي؛ نحمدُك عليهِ ولا نكفرُ نعمتكَ فيه.(ابن الصلاح نحوه).