الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم

          2982- الحديث الأوَّل: عن أبي الخيرِ مرثدِ بنِ عبدِ الله عن عقبةَ الجهنيِّ: «أنَّ النَّبيَ صلعم خرَج يوماً فصلَّى على أهلِ أُحُدٍ صلاتَه على الميتِ، ثم انصرَف إلى المنبرِ فقال: إنِّي فَرَطٌ لكُم(1)، وأنا شهيدٌ عليكُم، وإنِّي والله لأنظرُ إلى حوضِي الآنَ، وإنِّي أُعطيتُ مفاتيحَ خزائنِ الأرضِ _أو مفاتيحَ الأرضِ_ وإنِّي والله ما أخافُ عليكُم أن تُشرِكُوا بعدي، ولكنْ أخافُ عليكُم أن تنافسُوا فيها». [خ¦1344]
          وفي حديثِ ابنِ المباركِ عن حيوةَ بنِ شريحٍ: «صلَّى رسولُ الله صلعم على قتلى أُحُدٍ بعد ثمانِ سنينَ، كالمودِّعِ للأحياءِ والأمواتِ، ثم طلعَ المنبرَ، فقال: إنِّي بين أيديكُم فَرَطٌ، وأنا شهيدٌ عليكُم، وإنَّ موعدَكُم الحوضُ، وإنِّي لأنظرُ إليه من مقامِي هذا، وإنِّي لستُ أخشَى عليكُم أن تُشرِكوا، ولكن(2) أخشَى عليكم الدُّنيا أن تنافسُوها. قال: فكانَتْ آخرَ نظرةٍ نظرتُها إلى رسولِ الله صلعم». / [خ¦4042]
          وفي حديثِ(3) يحيى بنِ أيُّوبَ عن يزيدَ بنِ أبي حبيبٍ: «إنِّي فرطُكم على الحوضِ، وإنَّ عرضَه كما بين أيلةَ إلى الجحفةِ».
          وفيه: ولكنِّي أخشَى عليكمُ الدُّنيا أن تنافَسُوا فيها وتقتَتِلوا، فتَهلِكُوا كما هلَك من كان قبلَكم. قال عقبةُ: فكانَت آخرَ ما رأيتُ رسولَ الله صلعم على المنبرِ.


[1] إني فَرَطٌ لكم: أي؛ أتقدمُكم، ويقال: فَرَطتُ القومَ تقدمتَهم لترتادَ لهم الماءَ وتهيءَ الدِّلاءَ والرِّشاءَ، وفي الدُّعاءِ للطِّفلِ الميتِ: «اللهم اجعَلْه لنا فَرَطاً»، أي: أَجراً متقدماً وذُخراً بين أيدينا ننتفع به عند الورودِ عليه.
[2] في (ت): (ولكني).
[3] سقط قوله: (وفي حديث) من (ظ).