الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن كذباً علي ليس ككذب على أحد

          2916- الثَّامن: يشتملُ على معانٍ من رواية علي بن رَبيعةَ عن المغيرةِ بن شعبةَ قال: سمعت النَّبيَّ صلعم يقول: «إنَّ كَذِباً عليَّ ليس ككذبٍ على أحدٍ، مَن كَذَبَ عليَّ متعمِّداً فليتبوَّأ(1) مَقعدَه من النَّار. وسمعت النَّبيَّ صلعم يقول: مَن نِيحَ عليه يُعذَّب بما نِيحَ عليه». لفظُ حديثِ البخاري في رواية سعيدِ بن عبيد. / [خ¦1291]
          ولمسلم من حديث محمَّدِ بن قَيسٍ وسعيدِ بن عبيدٍ عن علي بن ربيعةَ قال: أوَّلُ مَن نِيحَ عليه بالكوفةِ قَرَظَةُ بن كَعبٍ، فقال المغيرةُ بن شعبةَ: سمعت رسولَ الله صلعم يقول: «مَن نِيح عليه فإنه يعذَّب بما نِيح عليه يوم القيامةِ». لم يزد على هذا في أبواب الجنائزِ.
          وأخرج الطَّرفَ الآخرَ في أوَّل كتابه من حديث سعيدِ بن عُبيدٍ عن علي بن ربيعةَ قال: أتيت المسجدَ والمغيرةُ أميرُ الكوفةِ، فقال المغيرةُ: سمعت رسول الله صلعم يقول: «إنَّ كَذِباً عليَّ ليس ككَذِبٍ على أحدٍ، فمن كَذَب عليَّ متعمِّداً فليتبوَّأ مقعدَه من النَّار».
          جعل أبو مسعودٍ هذا الطَّرفَ الأخيرَ في الكَذِب من أفراد مسلم، وذهب عنه ما في كتاب الجنائزِ للبخاريِّ ممَّا ذكرناه أوَّلاً.
          وقد أخرج مسلم في معنى الكَذِب من رواية مَيمونِ بن أبي شَبيبٍ عن المغيرةِ بن شعبةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «مَن حدَّث عنِّي بحديثٍ يرى أنَّه كَذِبٌ فهو أحدُ الكاذِبينَ(2)».
          وهو عنده أيضاً من مُسند سَمُرةَ بن جُندُبٍ. /


[1] تَبوَّأتُ منزلاً: إذا اتخذتَه وأعددتَه للمقامِ فيهِ.
[2] هكذا ضبطها في (ابن الصلاح) بالجمع، وكتب فوقها (كذا) وصححها، وهي رواية الجمهور عن المغيرة وسمرة بن جندب ♦، وقد رواه أبو نعيم في «المستخرج» من رواية المغيرة: «الكاذِبِين أو الكاذِبَين» على الشكِّ، ورواه في حديثِ سمرة: «الكاذِبَين» على التثنية.«شرح مسلم» للنووي 164.