الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: من يرد الله به خيراً يفقهه في

          2898- الثَّالث: عن حميد بن عبدِ الرَّحمنِ بن عوفٍ قال: سمعت معاويةَ خطيباً يقول: سمعت النَّبيَّ صلعم يقول: «من يُرِدِ الله به خيراً يُفَقِّهه في الدِّين، وإنَّما أنا قاسمٌ، والله يُعطي، ولن تزالَ هذه الأمَّةُ قائمةً على أمر الله، لا يضرُّهم من خالَفهم حتَّى يأتي أمرُ الله». [خ¦71]
          وفي حديث إسماعيلَ بن أبي أُويسٍ عن ابن وَهْبٍ نحوُه، وقال: «ولن يزال / أمرُ هذه الأمَّةِ مستقيماً حتَّى تقومَ السَّاعةُ، أو حتَّى يأتي أمرُ الله». [خ¦7312]
          وفي حديث عبدِ الله بن المباركِ عن يُونسَ بن يزيدَ نحوُه، وقال: «والله المعطي، وأنا القاسمُ، ولا تزال هذه الأمَّةُ ظاهرين على مَن خالَفهم حتَّى يأتي أمرُ الله وهم ظاهرون». [خ¦3116]
          هذه ألفاظُ أحاديثِ البخاري في الرِّوايات عن حُميدٍ، وليس عند مسلم من حديث حميدٍ إلَّا قولُه: «من يُرِد الله به خيراً يُفَقِّهه في الدِّين، وإنَّما أنا قاسمٌ، ويعطي الله».
          والفصلُ الثَّالثُ هو عند مسلم وعند البخاري أيضاً من حديث عُميرِ بن هانئٍ أنَّه سمع معاويةَ على المنبر يقول: سمعت رسولَ الله صلعم يقول: «لا تزال طائفةٌ من أمَّتي قائمةً بأمر الله لا يضرُّهم مَن خذَلهم أو خالَفهم حتَّى يأتي أمرُ الله وهم ظاهرون على النَّاس». لفظُ حديثِ مسلم.
          ولفظُ حديثِ البخاري نحوُه، وفيه: «لا تزال من أمَّتي أمَّةٌ قائمةٌ بأمر الله». وزاد: فقال مالكُ بن يخَامِر: سمعت معاذاً يقول: وَهُم بالشَّام، فقال معاويةُ: هذا مالكٌ يَزعمُ أنَّه سَمِعَ معاذاً يقول: وَهُم بالشَّام. [خ¦3641]
          وأخرج مسلم من حديث يزيدَ بنِ الأصمِّ قال: سمعت معاويةَ ذكر حديثاً رواه عن النَّبيِّ صلعم، لم أسمَعه روى عن النَّبيِّ صلعم على مِنبره حديثاً غيره، قال: قال رسول الله صلعم: «مَن يُرِدِ الله به خيراً يُفَقِّهه في الدِّين، ولا تزال / عِصابةٌ(1) من المسلمين يقاتلون على الحقِّ ظاهرين على من ناوَأهُم إلى يوم القيامةِ».


[1] العصابةُ: الجماعةُ.