الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم

          2892- الثَّاني(1) : من حديث سعيدِ بن أبي سعيدٍ أيضاً عن أبي شُريحٍ قال: سمعت أُذُنايَ وأبصَرتْ عَينايَ ووَعاه قلبي حين تكلَّم رسولُ الله صلعم، فقال: «مَن كان يؤمنُ بالله واليومِ الآخِرِ فَلْيُكرمْ ضيفَه جائزتَه(2). قالوا: وما جائزتُه يا رسولَ الله؟ قال: يومُه وليلتُه، والضِّيافةُ ثلاثةُ أيَّامٍ، فما كان وراءَ ذلك فهو صدقةٌ عليه، وقال: مَن كان يؤمنُ بالله واليومِ الآخِرِ فليقُل خيراً أو لِيصْمُتْ». [خ¦6019]
          زاد في رواية عبدِ الحميدِ بن جَعفرٍ: «ولا يَحل لرجلٍ مسلم أنْ يُقيم عند أخيه حتَّى يُؤْثِمَه. قالوا: يا رسولَ الله؛ وكيف يُؤْثِمُه؟ قال: يُقيم عندَه ولا شيء له(3) يَقْرِيه به».
          وقد أخرج مسلم من رواية نافعِ بن جُبيرٍ عن أبي شُريحٍ: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «مَن كان يُؤمن بالله واليومِ الآخرِ فلْيُحسن إلى جاره، مَن كان يُؤمن بالله واليومِ الآخِرِ فَلْيُكرمْ ضَيفه، مَن كان يُؤمن بالله واليومِ الآخِرِ فَلْيَقل خيراً أو لِيسكُت». /


[1] سقطَ قولُه: (الثاني) من (ظ).
[2] استشكلها في (ابن الصلاح)، والرواية بالنصب على معنى: أعطوه جائزته، وإن جاءت بالرفع فالمعنى تتوجه عليكم جائزته.«فتح الباري» 11310
وقوله: في الضَّيفِ جائزتُه يومٌ وليلةٌ والضِّيافةُ ثلاثةُ أيَّامٍ: قيلَ الجائزةُ: الزِّيادةُ في الإكرامِ والتخصيصُ، وقيلَ:
القِرى ثلاثةُ أيَّامٍ، والجائزةُ: أن يُعطَى ما يجوزُ بهِ مسافةَ يومٍ وليلةٍ، ويقالُ: الجائزةُ: قدرُ ما يجوزُ بهِ المسافرُ من منهلٍ إلى منهلٍ، والجائزةُ: العطيَّةُ، وجوائزُ السُّلطانِ: عطاياهُ.(ابن الصلاح نحوه).
[3] في (ت): (عنده).