الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لقد رأيت الشجرة ثم أتيتها بعد فلم

          2877- الثَّاني: من رواية قَتادةَ عن سعيد بن المسيَّب عن أبيه قال: لقَد رأيت الشَّجرةَ، ثم أتيتُها بعدُ فلم أعرفْها. [خ¦4162]
          وفي رواية أبي عَوَانةَ عن طارقٍ عن سعيدٍ عن أبيه: «أنَّه كان ممَّن بايَع تحت / الشَّجرةِ، قال: فرجَعْنا إليها العامَ المقْبِلَ فعَمِيَت علينا(1)». [خ¦4164]
          وفي رواية إسرائيلَ عن طارقِ بن عبد الرَّحمنِ قال: انطلقتُ حاجَّاً فمررت بِقومٍ يُصَلُّونَ، فقلت: ما هذا المسجدُ؟ قالوا: «هذه الشَّجرةُ حيث بايع رسولُ الله صلعم بيعةَ الرِّضوانِ»، فأتيت سعيدَ بن المسيَّب فأخبرته، فقال سعيدٌ: حدَّثني أبي أنَّه كان مِمَّن بايع رسولَ الله صلعم تحت الشَّجرةِ، قال: فلمَّا خرجنا من العام المُقبلِ نَسِيناها فلم نقدِرْ عليها، فقال سعيدٌ: إنَّ أصحابَ رسولِ الله صلعم لم يعلَمُوها وعلِمتموها أنتم، فأنتم أعلمُ!. [خ¦4163]
          وحديث سُفيانَ عن طارقٍ مختصرٌ: ذكرنا عند سعيدِ بن المسيَّب الشَّجرةَ، فضحك، وقال: أخبرَني أبي وكان شهدَها. لم يزدْ. [خ¦4165]


[1] فعَمِيَت علينا الشَّجرةُ: أي؛ خَفِيت، قالَ تعالَى: {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاء يَوْمَئِذٍ} [القصص:66] : أي؛ خَفِيَت، يقالُ: عَمِيَ عليهِ الخبرُ وعَمِيَ عن الخبرِ يعمَى عمياً فهو عمٍ وقومٌ عَمُون.(ابن الصلاح نحوه).