الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن معي من ترون وأحب الحديث إلي

          2862- الثَّاني: في وفد هَوازنَ، من رواية عُروةَ عن المِسْور ومروانَ: «أنَّ رسولَ الله صلعم قام حين جاءَه وفْدُ هَوازنَ مسلمين، فسألوه أن يَرُدَّ إليهم أموالَهم وسبيَهم، فقال لهم: إنَّ مَعِي من تَرونَ، وأحبُّ الحديثِ إليَّ أصدَقُه، فاختاروا إحدى الطَّائفتين: إمَّا المالَ، وإمَّا السَّبيَ وقد كُنت استأْنيتُ بكم _وفي روايةٍ: بهم_ .
          وقد كان رسولُ الله صلعم انتظرَهم بِضْعَ عَشْرةَ ليلةً حين(1) قفَل من الطَّائف، فلمَّا تبيَّن لهم أنَّ النَّبيَّ صلعم غيرُ رادٍّ إليهم إلَّا إحدى الطَّائفتين / قالوا: فإنَّا نختار سَبيَنا، فقام رسولُ الله صلعم في المسلمينَ، فأثنى على الله بما هو أهلُه، ثم قال: أمَّا بعدُ، فإنَّ إخوانَكم هؤلاءِ جاءونا تائبين، وإنِّي قد رأيت أن أَرُدَّ إليهم سبيَهم، فمن أحبَّ منكم أن يُطيِّب ذلك فليَفعَل، ومن أحبَّ منكم أن يكون على حَظِّه حتَّى نُعطِيَه إيَّاه من أوَّل ما يُفيءُ الله علينا فليَفعَل. فقال النَّاسُ: طيَّبنا ذلك يا رسولَ الله؛ فقال لهم في ذلك: إنَّا لا ندري مَن أَذِنَ منكم مِمَّن لم يَأذَن، فارجعوا حتَّى يَرفَع إلينا عُرفاؤُكم(2) أمرَكُم.
          فرجع النَّاسُ، فكلَّمهم عُرفاؤُهم، ثم رجَعُوا إلى رسول الله صلعم فأخبرُوه أنَّهم قد طيَّبوا وأَذِنُوا. فهذا الذي بلغنا من شأنِ سَبي هَوازنَ». [خ¦2307]


[1] في هامش (ابن الصلاح): (سع: حتى).
[2] العَريفُ: الذي يعرف أمرَ القومِ ويتعرَّفُ أحوالَهم.(ابن الصلاح).