الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: هاجرنا مع النبي نلتمس وجه الله، فوقع

          2844- الثَّالث: عن أبي وائلٍ شقيقِ بن سلَمةَ عن خبَّابٍ قال: «هاجرنا مع النَّبيِّ صلعم نلتمس وجه الله، فوقَع أجرُنا على الله، فَمِنَّا من مات لم يأكلْ من أجره شيئاً، مِنهم مُصعبُ بن عُمَيرٍ، قُتِلَ يومَ أُحُدٍ وترك نَمِرَةً(1)، فكنَّا إذا غطَّينا بها رأسه بدَت رِجلاه، وإذا غطَّينا رِجليه بدا رأسُه، فأمرنا رسولُ الله صلعم أن نُغَطِّيَ رأسَه ونجعَل على رِجلَيه شيئاً من الإذخِرِ، ومِنَّا من أينَعَت(2) له ثَمرتُه فهو يَهدِبُهَا(3)». [خ¦1276]
          قال البخاري: كان الحميديُّ يحتجُّ بهذا الحديث في الكفن أنَّه من جميع المال.


[1] نَمِرَة: كساءٌ ملوَّنٌ من صوفٍ، وكلُّ شَملةٍ مخطَّطةٍ من مآزرِ الأعرابِ فهي نَمِرَةٌ، وجمعُها: نِمارٌ، وقالَ القُتبيُّ: النَمِرةُ تلبسُها الإماءُ، وجمعُها: نَمِراتٌ ونِمارٌ.(ابن الصلاح نحوه).
[2] يَنَعَتِ الثَّمرةُ: تَيْنَعُ يَنَعاً، ويُنْعاً، وأَيْنَعَت إِيْناعاً فهي يانِعةٌ ومُونَعةٌ إذا أدركَ ونضجَ، وقالَ ابنُ الأنباريِّ: اليانعُ المدرِكُ البالغُ، قالَ الفرَّاءُ: أينعَ أكثرُ من يَنَعَ وهذا استعارةٌ لِما فُتِحَ لهمْ من الدُّنيا.(ابن الصلاح نحوه).
[3] يقال: هدَب الثَّمرةَ يهدبُها هَدْباً؛ إذا اجتناها وقطعَها.(ابن الصلاح نحوه).