الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: وهل ترك لنا عقيل من رباع

          2796- الثَّالث: عن عَمرو بن عُثمانَ عن أُسامةَ أنَّه قال: «يا رسولَ الله؛ أين تَنزل غداً في دارك بِمَكَّة؟ فقال: وهل ترك لنا عَقيلٌ من رِباعٍ أو دُورٍ؟» وكان عَقيلٌ وَرِثَ أبا طَالبٍ هو وطالبٌ، ولم يَرِثهُ جَعفرٌ ولا عليٌّ شيئاً؛ لأنَّهما كانا مسلمين، وكان عَقيلٌ وطالبٌ كافرين، فكان عمرُ بنُ الخطَّابِ يقول: لا يَرث المؤمنُ الكافرَ. قال ابنُ شِهابٍ: وكانوا يتأوَّلون قولَ الله: / {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ...} إلى: {أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} الآيةَ[الأنفال:72]. [خ¦1588]
          في حديث عبد الرزَّاق أنَّ أُسامةَ قال: قُلت: «يا رسولَ الله؛ أين تنزل(1) غداً؟ _وذلك في حَجَّته حين دَنَونا مِن مَكَّة_ فقال: وهل ترك لنا عَقيلٌ مَنزلاً؟».
          زاد في روايةِ محمودِ بن غَيلانَ: ثم قال: «نحنُ نازلون غداً(2) بِخَيْف(3) بني كِنانةَ المُحَصَّب(4)، حيث قاسمتْ قُريشٌ على الكُفر». وذلك أنَّ بَني كِنانةَ حَالَفت قُريشاً على بني هَاشمٍ ألا يُبايِعُوهم، ولا يُؤْوُوهم.
          قال الزهري: والخَيفُ: الوادِي (5). [خ¦3058]
          وفي رواية محمَّدِ بن أبي حَفصَةَ وزمْعَةَ بن صَالحٍ عن الزُّهريِّ: أنَّ أُسامةَ قال: «يا رسولَ الله؛ أين تنزلُ غداً؟ _وذلك زَمنَ الفتحِ_ فقال: وهل ترك لنا عَقِيلٌ مِن مَنزلٍ؟» (6).


[1] في (ابن الصلاح): (سع: ننزل) وصحَّحها.
[2] قوله: (غداً) زاده في (ابن الصلاح)، وهو الموافق لصحيح البخاري.
[3] الخَيْفُ: ما ارتفعَ من سيلِ الوادِي ولم يبلغ أن يكون جَبلاً.(ابن الصلاح).
[4] المُحَصَّبُ: موضعُ الجمارِ بمنى، والمُحَصَّبُ موضعٌ قريبٌ من مكةَ في الطريقِ إلى منى، وهو الشِّعبُ الذي مخرجُه إلى الأبطحِ، وقد نزلَ بهِ رسولُ الله صلعم عندَ رجوعِه من منى في الحجِّ، والتحصيبُ: النُّزولُ بهذا المحصَّبِ تبركاً واتساءً بالنَّبيِّ صلعم في النُّزولِ بهِ.
[5] قال الحافظ المقدسي رحمه اللهُ: وهذه للبخاري.اهـ.قلنا: هي فيه برقم: ░3058▒.
[6] قال الحافظ المقدسي رحمه اللهُ: وهذه الرواية لمسلم.اهـ.قلنا: هي فيه برقم: ░1351▒.