الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: من خير معاش الناس لهم رجل ممسك

          2751- الخامس والسِّتُّون بعد المئة: عن بعجة بن عبد الله بن بدر عن أبي هريرةَ عن رسول الله صلعم أنَّه قال: «من خير معاش النَّاس لهم رجلٌ مُمسِك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه، كلَّما سمع هيعةً(1) أو فزعةً طار عليه يبتغي القتل والموت مظانَّه(2)، أو رجلٌ في غُنَيمة في رأس شَعَفةٍ(3) من هذه الشَّعَف، أو بطن وادٍ من هذه الأودية، يقيم الصَّلاة ويؤتي الزَّكاة، ويعبد ربَّه حتَّى يأتيه اليقين، ليس من النَّاس إلَّا في خيرٍ».
          وفي رواية قتيبة: «في شُعبةٍ(4) من هذه الشِّعاب».
          وليس لبعجة بن عبد الله بن بدر في مسند أبي هريرةَ عنه من الصَّحيح إلَّا هذا.


[1] الهَيعة: الصوتُ المُفزع المخوف من عدو أو غيره، والهائعةُ: الصائحة، يقال: هاع الرجل يَهيع هُيُوعاً وهَيَعاناً إذا جَبُن، وهاع فهاج إذا جاع.
[2] المَظِنَّةُ: الوقت أو المكان الذي يُظن أنه يوجد فيه المطلوب، ومَظِنَّةُ الشيء: مَعْدِنه ومَأْلَفه، ومَظِنةُ الجهل الشبابُ؛ لأنه قد يوجد فيه، والجمعُ مَظان.
[3] شَعَفاتُ الجبالِ: أعاليها، واحدتُها شَعَفَة، وضُربَ فلانٌ على شَعَاف رأسِه؛ أي: على أعالي رأسه، وشَعَفةُ القلب رأسُه عند مُعَلَّقِ النِّياط، والنِّياطُ عِرْقٌ معلق بالقلب، ويقال: شَعَفَه الحبُّ كأنه علا قلبَه من فوق هذا كله بالعين، وقال: في باب الغين المنقوطة الشَّغافُ غِلافُ القلب، وقوله تعالى: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} [يوسف:30] أي: بلغ الحبُّ شَغاف قلبها.
[4] الشِّعب: الطريقُ في الجبل، وجمعه شِعاب، ومَشْعَبُ الحق طريقُه.