الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين

          2745- التَّاسع والخمسون بعد المئة: عن روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرةَ قال: «لَمَّا نزلت على رسول الله صلعم: {لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ} الآية [البقرة:284]، اشتدَّ ذلك على أصحاب رسول الله صلعم، فأتوا رسول الله صلعم ثمَّ بركوا على الرُّكب، فقالوا: أي رسول الله، كُلِّفنا من الأعمال ما نُطيق الصَّلاة والصِّيام والجهاد والصَّدقة، وقد أُنزِلَت عليك هذه الآية ولا نطيقها، قال رسول الله صلعم: أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا، بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربَّنا وإليك المصير. فلمَّا اقترأها القوم ذلَّت بها ألسنتهم، وأنزل الله في إِثْرها: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}[البقرة:285] فلمَّا فعلوا ذلك نسخها الله، فأنزل الله ╡: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}[البقرة:286] قال: / نعم، {رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا (1) كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا}[البقرة:286] قال: نعم، {رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ}[البقرة:286] قال: نعم، {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[البقرة:286] قال: نعم».


[1] الإِصْرُ: الثقل وما لا يطاق، والإصرُ العَهدُ الذي يُفرَّط في الوفاء به، والإصر إثم العهد الذي ضُيِّع وفُرِّط في أدائه.