الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: فلا تعطه مالك

          2727- الحادي والأربعون بعد المئة: عن محمَّد بن جعفر بن أبي كثير عن العلاء بن عبد الرَّحمن عن أبيه عن أبي هريرةَ قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلعم، فقال: يا رسول الله؛ أرأيت إن جاء رجلٌ يريد أخذ مالي، قال: فلا تُعطِهِ مالك. قال: أرأيت إن قاتلني، قال: قاتِله. قال: أرأيت إن قتلني، قال: فأنت شهيدٌ(1). /
          قال: أرأيت إن قتلتُهُ، قال: هو في النَّار».


[1] الشَّهيدُ والشاهدُ: الحاضر للشيء المحقِّقُ لما شهده إذا سُئل عنه، والشهيد في سبيل الله ومن جرى مجراه قد اختلف في معناه، فقال النضرُ بن شُميل: الشهيد حيٌّ كأنه تأوَّل قوله تعالى: {أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران:169] كأنَّ أرواحهم أحضرت دار السلام وشهدتها، وغيرهم لا يشهدونها إلا بعد التعب، وقال ابن الأنباري: سُمّوا شهداءَ؛ لأنَّ الله وملائكته شهودٌ لهم بالجنة، وقيل: سموا شهداء؛ لأنهم ممن يُستشهد يوم القيامة مع النبي صلعم على الأمم الخالية وقال تعالى: {وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ} [الحج:78] وذلك تخصيص لا يكون لكلِّ أحد، قال: وفي خبر عمرَ بن الخطاب دليلٌ على أنّ من لم يخفْ في الله لومةَ لائم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنّه من جملة الشهداء في قوله حيث قال: ما لكم إذا رأيتم الجاهل يُخرِّق أعراضَ الناس أن لا تغرِّبُوا عليه؛ أي: لا تنكروا عليه ولا تُبيِّنوا خطأه، قالوا: نخاف لسانَه، فقال عمر: فذلك أجدر ألا تكونوا شهداء؛ أي: إذا لم تفعلوا ذلك لم تكونوا في جملة الشهداء الذين يُستشهدون يوم القيامة على الأمم التي كذبت أنبياءها.