الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة

          2689- الثَّالث بعد المئة: عن أبي حازم سلمان مولى عزَّة الأشجعيَّة عن أبي هريرةَ قال: «خرج رسول الله صلعم ذات يومٍ أو ليلةٍ، فإذا هو بأبي بكرٍ وعمر، فقال: ما أخرجكما من بيوتكما هذه السَّاعة؟ قالا: الجوع يا رسول الله، قال: وأنا والَّذي نفسي بيده؛ لأخرجني(1) الَّذي أخرجكما، قوموا. فقاموا معه، فأتى رجلاً من الأنصار فإذا هو ليس في بيته، فلمَّا رأته المرأة قالت: مرحباً وأهلاً، فقال لها رسول الله صلعم: أين فلان؟ قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء(2)، إذ جاء الأنصاريُّ، فنظر إلى رسول الله صلعم وصاحبيه، ثمَّ قال: الحمد لله، ما أحدٌ اليوم أكرمُ أضيافاً منِّي، قال: فانطلق فجاءهم بعِذقٍ فيه بُسرٌ وتَمرٌ ورُطَب(3)، / فقال: كُلُوا(4)، وأخذ المدية(5)، فقال له رسول الله صلعم: إيَّاك والحَلوب(6). فذبح لهم، فأكلوا من الشَّاة ومن ذلك العِذق وشربوا، فلمَّا أن شَبِعوا ورَوَوا قال رسول الله صلعم لأبي بكرٍ وعمر: والذي نفسي بيده، لتُسألنَّ عن هذا النَّعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع ثمَّ لَم تَرجِعوا حتَّى أصابكم هذا النَّعيم».


[1] زاد في (الحموي): (إلا)، وما أثبتناه من (ت) موافق لنسختنا من رواية مسلم.
[2] ذهبَ يستعذِبُ لنا من الماء: أي؛ يطلب لنا ماءً عذباً، ويبحث لنا عنه ويخلِّصُه لنا، ويقال: استعذبَ القومُ ماءَهم، إذا استقوه عذباً خالصاً.
[3] جاء بعِذْقٍ فيه بُسرٌ ورُطَب: العِذق بكسر العين الكِبَاسةُ، وهو القِنْوُ الذي يتعلق منه ذلك، والعَذْق بالفتح النخلة.
[4] سقط قوله: (كلوا) من (ت)، وفي نسختنا من رواية مسلم: (كلوا من هذه).
[5] المُدْيَةُ: رالسِّكين.3ث.
[6] الحَلُوب: ذاتُ الدَّر واللبن.