الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: تعرض الأعمال في كل يوم خميس وإثنين

          2641- الخامس والخمسون: عن مسلم بن أبي مريم عن أبي صالح عن أبي هريرةَ رفعه مرَّةً، قال: «تعرض الأعمال في كلِّ يوم خميسٍ وإثنين، فيغفر الله ╡ في ذلك اليوم لكلِّ امرئ لا يشرك بالله شيئاً، إلَّا امرأً كانت بينه وبين أخيه شحناء(1)، فيقول: اتركوا هذين حتَّى / يصطلحا».
          وفي حديث مالك بن أنس عن مسلم بن مريم عن أبي صالح عن أبي هريرةَ عن رسول الله صلعم قال: «تعرض أعمال النَّاس في كلِّ جمعةٍ مرَّتين...» وذكر نحوه، وفي آخره: «اتركوا، أو ارْكوا هذين(2) حتَّى يفيئا(3)».
          وأخرجه مسلم أيضاً من حديث مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرةَ: أنَّ رسول الله صلعم قال: «تفتح أبواب الجنَّة يوم الإثنين ويوم الخميس، فيُغفَر لكلِّ عبدٍ لا يشرك بالله شيئاً، إلَّا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنْظِروا هذين(4) حتَّى يصطلحا، أنْظِروا هذين حتَّى يصطلحا(5)».
          ومن حديث عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، ومن حديث جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرةَ نحو حديث مالك، غير أن في حديث الدراوردي: «إلا المتهاجرَين» من رواية أحمد بن عبده الضبي عنه، ومن رواية قتيبة: «إلَّا المُهَجِّرين» هذا لفظ مسلم، لأنَّه أدرج حديثهما على حديث مالك، وحكى أبو مسعود الدِّمشقي في كتابه أنَّ أوَّل حديثهما: [«تفتح أبواب السَّماء كلَّ إثنين وخميس...»].


[1] الشَّحناءُ: العداوةُ.
[2] ارْكوا هذين: أي أخروهما، يقال: رَكَاه يرْكُوه إذا أخَّرَه.
[3] حتى يفيئا: أي حتى يرجعا عن قطيعتهما.
[4] أَنظِروا هذين: أي؛ أَخروهما، والنَّظِرةُ التأخير.
[5] سقط قوله: (أنظروا هذين حتى يصطلحا) الثانية من (ت)، وما أثبتناه من (الحموي) موافق لنسختنا من رواية مسلم.