الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: قولي: اللهم رب السماوات السبع

          2635- التَّاسع والأربعون: عن سليمان الأعمش عن أبي صالح، وعن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرةَ، وأوَّل حديث الأعمش قال: «أتت فاطمة النَّبيَّ صلعم تسأله خادماً، فقال لها: قولي: اللَّهمَّ ربَّ السَّماوات السَّبع...». /
          وأوَّل حديث سهيل قال: كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقِّه الأيمن ثمَّ يقول: «اللَّهمَّ ربَّ السَّماوات وربَّ الأرض وربَّ العرش العظيم، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، فالق الحبِّ والنَّوى(1)، ومنزل التَّوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شرِّ كلِّ شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته، اللَّهمَّ أنت الأوَّل فليس قبلك شيءٌ، وأنت الآخر فليس بعدك شيءٌ، وأنت الظَّاهر فليس فوقك شيءٌ، وأنت الباطن فليس دونك شيءٌ، اقض عنَّا الدَّين، وأغنِنَا من الفقر» وكان يروي ذلك عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم.
          وفي حديث خالد الطَّحَّان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرةَ قال: «كان رسول الله صلعم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول... وذكر مثله، إلَّا أنَّه قال: أعوذ بك من شرِّ كلِّ دابَّةٍ أنت آخذٌ بناصيتها».
          وقد أخرج مسلم أيضاً في الذِّكر عند الاضطجاع وجهاً آخر من حديث روح بن القاسم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرةَ: «أنَّ فاطمة أتت النَّبيَّ صلعم تسأله خادماً وشكت العمل، فقال: ما ألفيتيه عندنا. وقال: ألا أدلُّك على ما هو خيرٌ لك من خادم: تسبِّحين(2) ثلاثاً وثلاثين، وتحمدين ثلاثاً وثلاثين، وتكبِّرين أربعاً وثلاثين، حين تأخذين مضجعك».
          ومن حديث وهيب بن خالد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرةَ بنحوه. /


[1] {فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} [الأنعام:95] أي: يشقُّ الحبةَ اليابسةَ فيُخرِج منها ورقاً أخضر، وقيل: فالق بمعنى خالق، {فَالِقُ الإِصْبَاحِ} [الأنعام:96] أي: شاقُّ الصبح، وهو راجع إلى معنى الفاطر.
[2] زاد في (ت): (الله)، وما أثبتناه من(الحموي) موافق لنسختنا من رواية مسلم.