الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: المدينة حرم، فمن أحدث فيها حدثاً

          2634- الثَّامن والأربعون: عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «المدينة حرمٌ، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى مُحدِثاً فعليه لعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة عدلٌ ولا صَرفٌ(1)».
          زاد في حديث سفيان عن الأعمش: «وذمَّة المسلمين واحدةٌ يسعى بها أدناهم(2)، / فمن أخفر مسلماً(3) فعليه لعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين، لا يُقبَل(4) منه يوم القيامة عدلٌ ولا صَرفٌ».
          وفي حديث زائدة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «ومن تولَّى قوماً بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين، لا يُقبل منه(5) يوم القيامة عدلٌ ولا صَرفٌ».
          وفي رواية شيبان عن الأعمش نحوه، وقال: «ومن والَى غير مواليه بغير إذنه...».
          وأخرج مسلم أيضاً هذا الطَّرف الآخر من حديث يعقوب بن عبد الرَّحمن القاري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرةَ: أنَّ رسول الله صلعم قال: «من تولَّى قوماً بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة، لا يُقبل منه صرفٌ ولا عدلٌ».


[1] عَدْلٌ ولا صَرْفٌ: العَدلُ: الفداء، والصَّرْف: التوبة، وقيل: العَدْل الفريضة، والصَّرْف النافلة.
[2] ذمَّة المسلمين واحدةٌ يسعى بذمتهم أدناهم: الذَّمة الأمان ها هنا، يقول: إذا أعطى الرجل أماناً جاز ذلك على جميع المسلمين، وليس لهم أن ينقضُوا ذلك الأمان ولا ذلك العهدَ، وقد أجاز عمر أمانَ عبدٍ على جميعِ أهل العسكر.
[3] تقول: أخفرتُ الرجل: إذا نقضتَ عهده، وخَفَرْتُ بالرجل وخَفَرْتُه إذا كنتَ له خَفِيراً، والخَفِير الذين يكون القوم في ضمانِه وفي ذمته وخِفَارته، ويقال: تخَفَّرْتُ به إذا استجرتَ به.
[4] في (ت): (لا يقبل الله)، وما أثبتناه من (الحموي) موافق لنسختنا من رواية مسلم.
[5] في (ت): (لا يقبل الله)، وما أثبتناه من (الحموي) موافق لنسختنا من رواية مسلم.