الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا

          2623- السَّابع والثَّلاثون: عن سلمان الأغر أبي مسلم عن أبي سعيد وأبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «ينادي منادٍ: إنَّ لكم أن تصِحُّوا فلا تسقموا أبداً، وإنَّ لكم أن تحيوا فلا تَموتوا أبداً، وإنَّ لكم أن تشبُّوا فلا تَهرموا أبداً، وإنَّ لكم أن تنعموا فلا تبتئسوا(1) أبداً، فذلك قوله ╡: {وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[الأعراف:43]».
          قال أبو مسعود: أبو عبد الله سلمان الأغر مولى جهينة، وقيل: مولى عزَّة عن أبي هريرةَ وأهل العراق يكنونه أبا مسلم، قال الخطيب: الأغر أبو مسلم / والأغر ابن مسلم رجلٌ واحدٌ من أهل المدينة، حدَّث عن أبي هريرةَ وأبي سعيد، ويقال: كان عبداً مملوكاً اشترك أبو هريرةَ وأبو سعيد في عتقه.
          [وقال البخاري: سلمان أبو عبد الله الأغر مولى جهينة المدني، سمع أبا هريرةَ ثمَّ قال: سلمان أبو حازم مولى عزَّة الأشجعي، سمع عزَّة، سمع منه الأعمش ومنصور، وذكر جماعة](2).
          وأخرج مسلم بعض هذا من حديث أبي رافع عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «مَن يدخل الجنَّة يَنعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه». وأغفله أبو مسعود فلم يذكره في ترجمة أبي رافع.


[1] المبتئس: الحزين الذليل، {فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [هود:36] أي: لا تحزَن ولا تضعُف ولا يضِق صدرك.
[2] سقطت ما بين معقوفتين من (الحموي).