الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه

          2605- التَّاسع عشر: عن سليمان بن يسار قال: تفرَّق النَّاس عن أبي هريرةَ فقال ناتِلُ أخو أهل الشَّام: أيُّها الشَّيخ حدِّثني حديثاً سمعتَه من رسول الله صلعم، فقال: نعم، سمعت رسول الله صلعم يقول: «إنَّ أوَّل النَّاس يُقضَى يوم القيامة عليه رجلٌ استشهد فأُتِيَ به فعرَّفه نعمه فعرفها، فقال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتَّى استشهدت، قال: كذبت، ولكنَّك قاتلت لأن يقال: جريء، فقد قيل، ثمَّ أُمِرَ به فسُحِبَ على وجهه(1) حتَّى أُلقِيَ في النَّار، ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن، فأُتِيَ به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ / قال: تعلَّمت العلم وعلَّمته وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنَّك تعلَّمت ليقال: عالِم، وقرأت القرآن ليقال: قارئ، فقد قيل، ثمَّ أُمِرَ به فسُحِبَ على وجهه حتَّى أُلقِيَ في النَّار، ورجلٌ وسَّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأُتِيَ به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيلٍ تُحِبُّ أن يُنفَقَ فيها إلَّا أنفقتُ فيها لك، قال: كذبت، ولكنَّك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل، ثمَّ أُمِرَ به فسُحِبَ على وجهه ثمَّ أُلقِيَ في النَّار».
          وهو في رواية حجاج بن محمَّد نحوه، وقال في أوَّله: تفرَّج النَّاس عن أبي هريرةَ فقال له ناتلٌ الشَّامي... وذكر الحديث.


[1] سَحَبَ ذَيْلَه يَسْحَبُه سحباً: إذا جرَّه.