الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان

          2489- الحادي والعشرون بعد الثَّلاث مئة: عن شعيبِ بن أبي حمزةَ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرةَ قال: «أمر رسول الله صلعم بصدقةٍ، فقيل: منع ابنُ جَميلٍ وخالدُ بن الوليد وعبَّاسُ بن عبد المطَّلب، فقال النَّبيُّ صلعم: ما ينقِمُ(1) ابن جَميلٍ إلَّا أنَّه كان فقيراً فأغناه الله ورسولُه، وأمَّا خالدٌ فإنَّكم تَظلِمون(2) خالداً، قد احتبسَ أدراعَه وأعتُدَه(3) في سبيلِ الله، والعبَّاسُ ابن عبد المطَّلب عمُّ / رسول الله صلعم فهي عليه صدقةٌ ومِثلُها معَها».
          قال البخاريُّ: وتابعه ابن أبي الزناد، يعني بهذا. قال البخاريُّ: وقال ابن إسحاقَ: «هي عليَّ ومِثلُها معها». قال البخاريُّ: وقال ابن جُريجٍ: حُدِّثتُ عن أبي الزِّناد، يعني بهذا الحديث. كذا هو عند البخاريِّ، وهذا آخرُ كلامه فيه.
          وأخرجه مسلمٌ من حديث أبي بشرٍ ورقاءَ بن عمرَ عن أبي الزناد عبد الله بن ذكوانَ عن عبد الرَّحمن بن هُرمُزَ الأعرج عن أبي هريرةَ قال: «بعث رسول الله صلعم عمرَ على الصَّدقة، فقيل: منعَ ابنُ جميلٍ وخالدُ بن الوليد والعبَّاسُ عمُّ رسول الله صلعم، فقال رسول الله صلعم: ما ينقِمُ ابنُ جميلٍ إلَّا أنَّه كان فقيراً فأغناه الله، وأمَّا خالدٌ فإنَّكم تَظلِمون خالداً، قد احتبسَ أدراعَه وأعتَادَه في سبيل الله، وأمَّا العبَّاسُ فهي عليَّ ومثلُها معَها. ثمَّ قال: يا عمرُ؛ أمَا شعرتَ أنَّ عمَّ الرَّجل صِنْوُ أبيه(4)». [خ¦1468]
          وقوله لعمرَ زيادةٌ لمسلمٍ في فضل العبَّاس حسنة.


[1] نَقَم الأمرَ يَنْقِمه: إذا كرهه.
[2] أصلُ الظلم: وضع الشيء في غير موضعه.
[3] العتَد: الفرس، وجمعه أعتاد، وقد يقال: فرس عَتِد بكسر التاء، وفي بعض الروايات أعتَدَه، والأعتُد جمع العَتَاد، وهو ما اتخذه الرجل من السلاح والدواب لآلة الحرب، ويُجمع أعْتِدَة أيضاً.
[4] عمُّ الرجلِ صِنْوُ أبيه: والصنو المثل، وإذا خرجت نخلتان أو ثلاث من أصل واحد فكل واحد منهما صنوٌ، والجمع صنوان.