الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إذا أحب الله العبد نادى جبريل

          2478- العاشر بعد الثَّلاث مئة: عن نافعٍ مولى ابن عمرَ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «إذا أحبَّ الله العبدَ نادى جبريلَ: إنَّ الله يُحبُّ فلاناً فأَحبِبْه، فيحبُّه جبريلُ، فينادي جبريلُ في أهل السَّماء: إنَّ الله يحبُّ فلاناً فأحبُّوه، فيحبُّه أهلُ السَّماء، ثمَّ يوضَع له القَبولُ في الأرض». [خ¦3209]
          هكذا أخرجه البخاريُّ من حديث موسى بن عقبةَ عن نافعٍ مولى ابن عمرَ.
          وأخرجه مسلمٌ من حديث مالك بن أنسٍ، ويعقوبَ بن عبد الرَّحمن القاريِّ، وعبد العزيز بن محمَّد الدَّراورديِّ، والعلاء بن المسيَّب، وجريرِ بن عبد الحميد، كلُّهم عن سُهيلِ بن أبي صالحٍ عن أبيه عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «إنَّ اللهَ إذا أحبَّ عبداً دعا جبريلَ فقال: إنِّي أحبُّ فلاناً فأحبَّه، قال: فيحبُّه جبريلُ، ثمَّ ينادي في السَّماء فيقول: إنَّ اللهَ يحبُّ فلاناً فأحبُّوه، فيحبُّه أهلُ السَّماء. قال: ثمَّ يوضَعُ له القَبولُ في الأرض، وإذا أبغضَ عبداً دعا جبريلَ فيقول: إنِّي أُبغِضُ فلاناً فأبغِضْه. قال: فيُبغِضُه جبريلُ، ثمَّ ينادي في أهل السَّماء: إنَّ الله يبغِضُ فلاناً فأبغِضوه، ثمَّ توضَع له البَغضاءُ في الأرض». اللَّفظ لجرير بن عبد الحميد، ولم يذكرْ مسلمٌ بينهم خلافاً، قال: غير أنَّ حديثَ العلاء بن المسيَّب ليس فيه ذكرُ البُغض. وليس للعلاء بن المسيَّب عن سهيلٍ في مسند أبي هريرةَ من الصَّحيح غيرُ هذا.
          وأخرجه مسلمٌ أيضاً من حديث عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمةَ، عن / سهيل بن(1) أبي صالحٍ قال: كنَّا بعرفةَ، فمَرَّ عمرُ بن عبد العزيز وهو على المَوسم، فقام النَّاس ينظرونَ إليه، فقلت لأبي: يا أبَه، إنِّي أرى الله يحبُّ عمرَ بن عبد العزيز، قال: وما ذاك؟ قلت: لِما له من الحبِّ في قلوب النَّاس، قال: بأبيكَ، إنِّي سمعتُ أبا هريرةَ يحدِّثُ عن رسول الله صلعم، ثمَّ ذكر مثلَ حديث جريرٍ عن سُهيلٍ.
          وليس لعبد العزيز بن أبي سلمةَ عن سهيلٍ في مسند أبي هريرةَ من الصَّحيح غيرُ هذا الحديث الواحد.


[1] تصحف في (ت) إلى: (عن).