الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: دعوني ما تركتكم، إنما أهلك من كان

          2471- الثَّالث بعد الثَّلاث مئة: عن مالكٍ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «دعوني ما تركتُكم، إنَّما أهلكَ من كان قبلَكم سؤالُهم واختلافُهم على أنبيائهم، فإذا نهيتُكم عن شيءٍ فاجتنِبوه، وإذا أمرتُكم بأمرٍ فأْتُوا منه ما استطعتم». هكذا أخرجه البخاريُّ من حديث مالكٍ عن أبي الزناد. [خ¦7288]
          وأخرجه مسلمٌ مختصراً من حديث ابن شهابٍ عن سعيدٍ وأبي سلمةَ عن أبي / هريرةَ عن رسول الله صلعم أنَّه سمِعَه يقول: «ما نهيتُكم عنه فاجتنِبوه، وما أمرتُكم به فافعلوا منه ما استطعتم، فإنَّما أهلكَ الَّذين من قبلِكم كثرةُ مسائلهم واختلافُهم على أنبيائهم».
          وأخرجه أيضاً من حديث الأعمشِ عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ ومن حديث المغيرةِ الحِزاميِّ وسفيانَ بن عيينةَ، كلاهما عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرةَ، ومن حديث محمَّد بن زيادٍ عن أبي هريرةَ، ومن حديث همَّام بن منبِّهٍ عن أبي هريرةَ كلُّهم قال: عن النَّبيِّ صلعم قال: «ذَروني ما تركتُكم». وفي حديث همَّامٍ عن أبي هريرةَ: «ما تُركْتُم، فإنَّما هلكَ من قبلَكم...». ثمَّ ذكروا نحوَ حديث الزهريِّ عن سعيدٍ وأبي سلمةَ عن أبي هريرةَ. كذا قال مسلمٌ.
          ثم أخرج أيضاً حديثَ محمَّد بن زياد بطوله عن أبي هريرةَ قال: «خَطَبَنا رسول الله صلعم فقال: أيُّها النَّاس، قد فُرِضَ عليكمُ الحجُّ فحُجُّوا. فقال رجلٌ: أكلَّ عامٍ يا رسول الله؟ فسكت، حتَّى قالها ثلاثاً، فقال رسول الله صلعم: لو قلت: نعم، لَوجبَت، ولَمَا استطَعْتُم. ثمَّ قال: ذَروني ما تركتُكم، فإنَّما هلكَ مَن كان قبلَكم بكثرةِ سؤالِهم واختلافِهم على أنبيائهم، فإذا أمرتُكم بشيءٍ فأتوا منه ما استطعْتُم، وإذا نهَيتُكم عن شيءٍ فدعوه».