الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: المسلم يأكل في معًى واحد والكافر يأكل

          2462- الرَّابع والتِّسعون بعد المئتين: عن مالكٍ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «المسلم يأكل في مِعًى واحدٍ(1)، والكافر يأكل في سبعةِ أمعاءٍ». أخرجه البخاريُّ هكذا من حديث مالكٍ مختصراً. [خ¦5396]
          وأخرجه أيضاً من حديث أبي حازمٍ سلمانَ(2) مولى عَزَّةَ عن أبي هريرةَ: «أنَّ رجلاً كان يأكل أكلاً كثيراً، فأسلمَ فكان يأكلُ أكلاً قليلاً، فذُكِرَ ذلك للنَّبيِّ صلعم فقال: إنَّ المؤمنَ يأكل في مِعًى واحدٍ، والكافر يأكل في سبعةِ أمعاءٍ». / [خ¦5397]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث مالكٍ عن سهيلٍ(3) عن أبيه عن أبي هريرةَ: «أنَّ رسول الله صلعم ضافَه ضيفٌ وهو كافرٌ، فأمر رسول الله صلعم بشاةٍ فحُلِبَت فشرِبَ حِلابها، ثمَّ أخرى فشرِبَه، ثمَّ أخرى فشرِبَه(4)، حتَّى شرب حِلابَ سبعِ شياهٍ، ثمَّ إنَّه أصبح فأسلَم، فأمر له رسول الله صلعم بشاةٍ فشرِبَ حِلابها، ثمَّ بأخرى فلم يستتِمَّها، فقال رسول الله صلعم: المؤمن يشرَبُ في مِعىً واحدٍ، والكافر يشرَبُ في سبعةِ أمعاءٍ».
          ومن حديث العلاء بن عبد الرَّحمن بن يعقوبَ عن أبيه عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم بمثل أحاديثَ قبلَه: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «المؤمن يأكل في مِعىً واحدٍ، والكافرُ يأكل في سبعةِ أمعاءٍ».


[1] المؤمن يأكل في مِعًى واحدٍ: قال أبو عبيد: نرى ذلك تسميةَ المؤمن عند طعامه فيكون فيه البركة، والكافر لا يفعل ذلك، وقيل: إنه خاص لرجل، وفيه وجه آخر وهو أنه مَثَل ضربه النبي صلعم للمؤمن وزهده في الدنيا، وللكافر وحرصِه عليها، ومن ذلك قولهم: الرغبة شُؤمٌ؛ لأنها تحمل صاحبها على اقتحام ما لا يجب اقتحامه، وإن معناه كثرة الأكل دون إشباع الرغبة في الدنيا، يقال: مِعًى ومِعَيان وأمعاء.
[2] سقط قوله: (سلمان) من (ت).
[3] في (ت): (زهير) وهو خطأٌ ظاهر.
[4] زاد في (الحموي): (ثم أخرى فشربه) مرة ثالثة، وما أثبتناه من (ت) موافق لنسختنا من رواية مسلم.