الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان

          2448- الثَّمانون بعد المئتين: عن همَّامٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «لا تقومُ السَّاعة حتَّى تقتتِلَ فئتانِ، فيكونَ بينهما مقتلةٌ عظيمةٌ، دعواهما واحدةٌ، ولا تقومُ السَّاعة حتَّى يُبعثَ دجَّالونَ كذَّابون قريباً من ثلاثينَ، كلُّهم يزعُمُ أنَّه رسول الله». [خ¦3609]
          وفي حديث محمَّد بن رافعٍ نحوُه، غير أنَّه قال: «حتَّى ينبعِثَ»(1).
          وأخرجه البخاريُّ من حديث الزهريِّ عن أبي سلمةَ: أنَّ أبا هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «لا تقومُ السَّاعة حتَّى تقتتِلَ فئتانِ دعواهما واحدةٌ(2)». [خ¦3608]
          ومن حديث سفيانَ بن عيينةَ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «لا تقومُ السَّاعة حتَّى تقتتِلَ فئتانِ دعواهما واحدةٌ». [خ¦6935]
          وأخرجه البخاريُّ أيضاً في جملةِ أطرافٍ كثيرةٍ من حديث شُعيبِ بن أبي / حمزةَ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرةَ: أنَّ رسول الله صلعم قال: «لا تقومُ السَّاعة حتَّى تقتتِلَ فئتان عظيمتانِ يكون بينهما مقتلةٌ عظيمةٌ، دعواهما واحدةٌ، وحتى يُبعثَ دجَّالون كذَّابون قريبٌ من ثلاثين، كلُّهم يزعُمُ أنَّه رسول الله، وحتى يُقبضَ العلمُ، وتكثُرَ الزَّلازلُ، ويتقاربَ الزَّمانُ، وتظهَرَ الفِتنُ، ويكثُرَ الهرْجُ: وهو القتلُ القتلُ، وحتَّى يكثُرَ فيكم المالُ فيفيضَ حتَّى يُهِمَّ ربَّ المال من يقبلُ صدقتَه، وحتَّى يعرضَه فيقول الَّذي يعرضُه عليه: لا أرَبَ لي فيه، وحتى يتطاولَ النَّاس في البنيانِ، وحتى يَمُرَّ الرَّجل بقبر الرَّجلِ فيقولَ: يا ليتَني(3) مكانَه، وحتى تطلُعَ الشَّمس من مغربها، فإذا طلعتْ ورآها النَّاسُ آمنوا(4) أجمعون، فذلك حين لا ينفَعُ نفساً إيمانُها لم تكنْ آمنت من قَبلُ، أو كسبَتْ في إيمانها خيراً، ولَتقومَنَّ السَّاعة وقد نشرَ الرَّجلان ثوبَهما بينهما فلا يَتَبايَعانِه(5) ولا يَطويانِه، ولَتقومَنَّ السَّاعة وقد انصرفَ الرَّجلُ بلبن لَقْحتِه(6) فلا يَطعمُه(7)، ولَتقومَنَّ السَّاعةُ وهو يَليطُ(8) حوضَه فلا يسقي فيه(9)، ولتقومَنَّ السَّاعة وقد رفع / أُكلتَه إلى فيه فلا يطعَمُها». [خ¦7121]
          وقد أخرج طرفاً منه بهذا الإسناد في الاستسقاء والزَّكاة والرِّقاق.
          وأخرج مسلمٌ أيضاً بعضاً منه من حديث سفيانَ بن عُيينةَ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرةَ يبلُغُ به النَّبيَّ صلعم قال: «تقومُ السَّاعة والرَّجلُ يحلُبُ اللِّقحةَ فلا يصِلُ الإناءُ إلى فيه، حتَّى تقومَ، والرَّجلان يتبايعانِ الثَّوبَ فما يتَبايَعانه حتَّى تقومَ، والرَّجل يَلوطُ حوضَه فما يصدُرُ(10) حتَّى تقومَ». [خ¦2954]


[1] قال الحافظ المقدسي رحمه اللهُ، وهذه لمسلم.اهـ.قلنا: هي فيه برقم: ░157▒.
[2] دعواهما واحدٌ: أي؛ انتماؤهما إلى دين واحد وشعار واحد، والدعوى الانتماء، كما جاء في دعوى الجاهلية؛ أي: انتماؤها في الاستغاثة بالانتماء إلى الآباء يا آل فلان.
[3] زاد في (الحموي): (كنت)، وما أثبتناه من (ت) موافق لنسختنا من رواية البخاري.
[4] سقط قوله: (آمنوا) من (الحموي).
[5] زاد في (الحموي): (حتى تقوم الساعة)، وما أثبتناه من (ت) موافق لنسختنا من رواية البخاري.
[6] اللِّقْحَةُ واللِّقاح: الناقة التي لها لبن، والجمع لقَاح، ويقال: الملاقيح، واللَّقائح أيضاً التي في بطونها أولادها.
[7] سقط قوله: (ولَتقومنَّ الساعة وقد انصرف الرجلُ بلبن لِقحتِه فلا يطعمه) من (الحموي).
[8] يقال: لاطَ حوضَه، يَلوطُه ويَلِيطه، إذا طيَّنه بالطين وسدَّ خروقه ليملأه بالماء ليسقي إبله ودوابه، وأصل اللَّوط اللُّصُوق، ويقال: يَلتاط هذا بصدري؛ أي: يلصق بقلبي.
[9] سقط قوله: (ولَتقومنَّ الساعةُ وهو يَليطُ حوضَه فلا يسقي فيه) من (ت).
[10] يقال صَدَر القومُ من المكان: إذا رجعوا عنه، وصدروا إلى المكان؛ أي: صاروا إليه، فالوارد الجائي والصادر المنصرف، قاله ابن عرفة، ويقال: صدر بإبله إذا رجع من سقيها، وأصدرها أي: ردَّها.