الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: خلق الله آدم وطوله ستون ذراع

          2445- السَّابع والسَّبعون بعد المئتين: عن همَّام بن منبِّهٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «خلق الله آدمَ وطولُه ستُّون ذراعاً، ثمَّ قال: اذهب فسَلِّم على أولئك من الملائكة، فاستَمِعْ ما يُحيُّونَك(1) فإنَّها تحيَّتُك وتحيَّة ذرِّيَّتِك، / فقال: السَّلام(2) عليكم، فقالوا: السَّلام عليك ورحمةُ الله، فزادوه: ورحمةُ الله، فكلُّ مَن يدخلُ الجنَّةَ على صورةِ آدمَ، قال: فلم يزلِ الخلقُ ينقُصُ حتَّى الآن». قال في رواية يحيى بن جعفرٍ ومحمد بن رافعٍ: «على صورته». [خ¦3326]


[1] التَّحيَّةُ: السلامُ، والحُجَّة فيه {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا} [النساء:86] أي: إذا سُلِّم عليكم، وهي توطئة للأُنس وتقدمة للطمأنينة واتباع للسنة، وقد تكون التحية المُلْك، دليله قوله:
~........................حتى أُنِيخَ على تحيَّتِه بجُنْدي
ويقال: حيَّاك الله؛ أي: ملَّكَكَ الله، والتحية البقاء، يقال: حيَّاك الله؛ أي: أبقاك الله، كما يقال: أوصى وصَّى ومَهَل وأمهَلَ، ودليله:
~ولكل ما نال الفتى قد نلته إلا التحية
يعني البقاء فإنه لا سبيل إليه، كذا قال ابن الأنباري، وقيل: أراد الملك.
[2] وأمَّا السَّلامُ: فقال فيه قومٌ: السلام: الله ╡، المعنى: الله عليكم؛ أي: على حفظكم، وقيل: معناه السلامة عليكم، قالوا: والسلام جمع سلامة، وقيل: السَّلمُ بمعنى التسليم، تقول: سلَّمت عليه؛ أي: سلمت عليه تسليماً، إلا أن العطف في النص عليه بقوله: «ورحمة الله» يقوي القولَ الأول.