الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: والذي نفسي بيده، لأذودن رجالاً عن حوضي

          2435- السَّابع والسِّتُّون بعد المئتين: عن محمَّد بن زيادٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «والَّذي نفسي بيده، لَأذودَنَّ(1) رجالاً عن حوضي كما تُذادُ الغريبةُ من الإبلِ عن الحوضِ». [خ¦2367]
          وأخرجه البخاريُّ من حديث الزهريِّ عن سعيد بن المسيَّب أنَّه كان يحدِّثُ عن بعض أصحابِ النَّبيِّ صلعم قال: «يرِدُ على الحوضِ رجالٌ من أصحابي فيُجلَون عنه، فأقول: يا ربِّ أصحابي، فيقول: إنَّك لا علمَ لك بما أحدثوا بعدَك، إنَّهم ارتدُّوا على أدبارِهمُ القهقرى(2)». [خ¦6586]
          وأخرجه أيضاً تعليقاً من حديث ابن شهابٍ عن سعيد بن المسيَّبِ عن أبي هريرةَ أنَّه كان يحدِّثُ أنَّ رسول الله صلعم قال: «يَرِدُ عليَّ يومَ القيامة رَهْطٌ من / أصحابي، فيُجلَونَ(3) عن الحوضِ فأقول: يا ربِّ أصحابي، فيقول: إنَّه لا علمَ لك بما أحدثوا بعدَك، إنَّهم ارتدُّوا على أدبارِهم القَهقَرى». [خ¦6585]
          قال البخاريُّ: وقال شعيبٌ عن الزهريِّ: كان أبو هريرةَ يحدِّثُ عن النَّبيِّ صلعم: «فيُجلَون» وقال عُقَيلٌ: «فيُحلَّؤُونَ».
          وقال الزُّبيديُّ عن الزهريِّ عن محمَّد بن عليِّ عن ابن أبي رافعٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم بهذا.
          قال أبو مسعودٍ: وحديث عُقيلٍ مرسَلٌ، هو عن الزهريِّ عن أبي هريرةَ ولم يبيِّنْه.
          وأخرجه البخاريُّ أيضاً من حديث عطاءِ بن يسارٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «بينا أنا قائمٌ إذا زُمرةٌ، حتَّى إذا عرفتُهم خرج رجلٌ بيني وبينهم، فقال: هلُمَّ، فقلت: أين؟ قال: إلى النَّارِ والله. قلت: ما شأنُهم؟ قال: إنَّهم ارتدُّوا بعدَك على أدبارِهمُ القهقرى. ثم إذا زُمرةٌ حتَّى إذا عرفتُهم خرج رجلٌ بيني وبينهم فقال: هلُمَّ، قلت: إلى أين؟ قال: إلى النَّارِ والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنَّهم ارتدُّوا على أدبارِهم، فلا أُراه يخلُصُ منهم إلَّا مثلُ هَمَلِ(4) النعَمِ». [خ¦6587]


[1] ذُدْتُه: أَذُودُه ذَوْداً؛ إذا طردتَه كما تُذاد الغريبة من الإبل عن الحوض؛ وذلك أنَّ الإبل إذا وردت الماء فدخل فيها غَريبةٌ من غيرها طُردت عن الماء وضُربت حتى تخرج عنها.
[2] القَهقَرى: الرجوع على العَقِب إلى خَلف.
[3] يُجلَون: يُطردون، وجلا القومُ عن منازلهم جلاء، وأجليتُهم أنا إجلاءً أخرجتهم منها وأبعدتهم عنها.
[4] الهَمَل: من الغنم، الغنم السُّدى المهملة التي ترعى بلا راع ولا حافظ، فلا يكاد يسلم منها من السباع وغيرها إلا قليل.