الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: من يضيف هذا الليلة

          2410- الثَّاني والأربعون بعد المئتين: عن أبي حازمٍ الأشجعيِّ عن أبي هريرةَ قال: «جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلعم فقال: إنِّي مجهودٌ(1)، فأرسل إلى بعض نسائه، فقالت: والَّذي بعثَك بالحقِّ ما عندي إلَّا ماءٌ. ثمَّ أرسل إلى أخرى فقالت مثلَ ذلك، حتَّى قُلنَ كلُّهنَّ مثلَ ذلك: لا والَّذي بعثكَ بالحقِّ ما عندي إلَّا ماءٌ. فقال: مَن يَضيفُ هذا اللَّيلةَ؟ فقام رجلٌ من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله، فانطَلقَ به إلى رَحلِه، فقال لامرأته: أَكرِمي ضيفَ رسول الله صلعم».
          وفي حديثِ جرير بن عبد الحميدِ: «هل عندَكِ شيءٌ؟ فقالت: إلَّا قوتَ صِبياني، فقال: فعَلِّليهِم بشيءٍ».
          وفي حديث أبي أسامةَ: «وإذا أراد الصِّبيةُ العَشاءَ فنوِّميهم، فإذا دخل ضيفُنا فأطفئي السِّراجَ وأريْهِ أنَّا نأكلُ، فإذا أهوى ليأكلَ فقومي إلى السِّراج حتَّى تُطفئيه. قال: فقَعدوا وأكلَ الضَّيفُ».
          وفي حديث عبد الله بن داوُدَ: «فباتا طاوِيَينِ فلمَّا أصبحَ غدا على النَّبيِّ صلعم فقال: قد عَجِبَ الله من صنيعِكُما بضيفِكُما اللَّيلةَ». [خ¦3798]
          قال في رواية ابن فُضَيلٍ: «فقام رجلٌ من الأنصار يقال له: أبو طلحةَ، فانطلق به إلى رَحلِه» ثمَّ ذكر / نحوَه. وألفاظ الرُّواةِ فيما عدا ما بيَّنَّا متقاربةٌ (2).


[1] جُهِد الرجلُ: فهو مجهود، إذا بلغ منه الجَهْد؛ أي: الهزال والجوع.
[2] قال الحافظ المقدسي رحمه اللهُ عن روايتي جرير بن عبد الحميد وابن فضيل: وهاتان الروايتان لمسلم.اهـ.قلنا: هي فيه برقم: ░2054▒.