الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: انتدب الله لمن خرج في سبيله

          2396- الثَّامن والعشرون بعد المئتين: عن أبي زرعةَ بن عمرو بن جريرٍ عن أبي هريرة عن النَّبيِّ صلعم قال: «انتدبَ الله _ولمسلمٍ في حديث جرير عن عمارةَ: تضمَّنَ الله_ لمن خرج في سبيله(1) لا يخرجُه إلَّا جهادٌ في سبيلي وإيمانٌ بي وتصديقُ رسولي، فهو عليَّ ضامنٌ أن أدخِلَه الجنَّةَ أو أرجِعَه إلى مسكنِه الَّذي / خرج منه نائلاً ما نال من أجرٍ أو غنيمةٍ».
          هذا لفظُ حديث مسلمٍ عن زهير بن حربٍ، وهو أتمُّ. [خ¦36]
          وأخرجه البخاريُّ من حديث مالكٍ عن أبي الزنادِ عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسول الله صلعم قال: «تكفَّل الله لمن جاهد في سبيلِه لا يخرِجُه من بيتِه إلَّا الجهادُ في سبيلِه وتصديقُ كلماته، أن يُدخلَه الجنَّةَ أو يرُدَّه إلى مسكنه بما نال من أجرٍ أو غنيمةٍ». [خ¦3123]
          وأخرجه أيضاً مع زيادةٍ في فضل المجاهدِ من حديث الزهريِّ عن سعيد بن المسيَّب عن أبي هريرةَ قال: سمعتُ رسول الله صلعم يقول: «مثَل المجاهد في سبيل الله _والله أعلمُ بمَن يجاهدُ(2) في سبيله_ كمثَلِ الصَّائمِ القائمِ، وتوكَّلَ الله(3) للمجاهد في سبيلِه بأن يتوفَّاه أن يُدخلَه الجنَّة، أو يرجِعَه سالِماً مع أجرٍ وغنيمةٍ». [خ¦2787]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث المغيرةِ بن عبد الرَّحمن الحزاميِّ عن أبي الزناد عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم بنحو حديثِ مالكٍ
          ومن حديث جرير بن عبد الحميدِ عن سهيلٍ عن أبيه عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «تضمَّن الله لمَن خرجَ في سبيله...». وذكره مع الفصلِ / الَّذي أوَّلُه: «لولا أن يشقَّ على المسلمين ما تخلَّفتُ خلافَ سريَّةٍ» بنحو ما تقدَّم.


[1] انتدبَ الله لمن خرجَ في سبيله: أي؛ أجاب وضمن، يقال: ندبت الرجل للأمر فانتدب؛ أي: أجاب، وقد تقدم، وقد جاء هذا بألفاظ متقاربة المعاني، منها تضمن الله لمن خرج في سبيله وتكفّل وتوكّل.
[2] في (الحموي): (جاهد)، وما أثبتناه من (ت) موافق لنسختنا من رواية البخاري.
[3] في (ت): (وتوكل على الله) والظاهر أن (على) مقحمةٌ خطأً.