الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة

          2394- السَّادس والعشرون بعد المئتين: عن أبي زُرعةَ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «إنَّ أوَّل زمرةٍ(1) يدخلونَ الجنَّةَ على صورة القمر ليلةَ البدر، ثمَّ الَّذين يلونَهم على أشدِّ كوكبٍ درِّيٍّ في السَّماء إضاءةً، لا يبولونَ ولا يتغوَّطونَ ولا يتفِلون ولا يمتخِطون، أمشاطُهم الذَّهبُ ورشحُهم المسكُ، ومجامرهم الأَلُوَّةُ الأَلَنجوجُ: عودُ الطِّيبِ، أزواجهم الحورُ العين، على خَلْقِ رجلٍ واحدٍ، على صورة أبيهم آدمَ، ستُّون ذراعاً في السَّماء». [خ¦3327]
          وأخرجاه من حديث همَّام بن منبِّهٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «أوَّلُ زمرةٍ تَلجُ الجنَّةَ صورهم على صورةِ القمر ليلةَ البدر، لا يبصُقون فيها ولا يمتخِطون ولا يتغوَّطون، آنيتُهم فيها الذَّهبُ، أمشاطُهم من الذَّهب والفضَّة، ومجامرُهم الأَلُوَّة، ورشحُهم المسكُ، ولكلِّ واحدٍ منهم زوجتان، يُرى مُخُّ سوقِهما من وراء اللَّحم من الحُسن(2)، لا اختلافَ بينهم ولا تباغضَ، قلوبُهم قلبٌ واحد، يسبِّحون اللهَ بكرةً وعشيَّاً». [خ¦3245]
          وأخرجه البخاريُّ من حديث شعيبِ بن أبي حمزةَ عن أبي الزِّناد عن / الأعرجِ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «أوَّلُ زمرةٍ تدخلُ الجنَّةَ على صورة القمر ليلةَ البدر...». ثمَّ ذكر نحوَ حديث همَّامٍ، وفيه: «قلوبُهم على قلبِ رجلٍ واحدٍ». وفيه: «لا يسقَمون ولا يمتخِطون».
          وفي آخره: «وقودُ مجامرِهم الأَلُوَّةُ» قال أبو اليمان: يعني العودَ. [خ¦3246]
          ومن حديث عبد الرَّحمن بن أبي عمرةَ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم: «أوَّل زمرةٍ تدخل الجنَّةَ على صورة القمر ليلةَ البدرِ، والَّذين على آثارهم كأحسنِ كوكبٍ درِّيٍّ في السَّماء إضاءةً، قلوبُهم على قلبٍ واحدٍ، لا تباغضَ بينهم ولا تحاسدَ، لكلِّ امرئٍ زوجتانِ من الحور العين، يُرى مخُّ سوقِهنَّ من وراء العظمِ واللَّحمِ». [خ¦3254]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث الأعمشِ عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «أوَّل زمرةٍ تدخل الجنَّةَ من أمَّتي على صورة القمر ليلةَ البدر، ثمَّ الَّذين يلونَهم على أشدِّ نجمٍ في السَّماء إضاءةً، ثمَّ هم بعد ذلك منازلُ...». ثمَّ ذكر نحو حديثِ أبي زرعةَ. قال ابن أبي شيبةَ: «على خُلُق رجلٍ». وقال أبو كُريب: «على خَلْق رجلٍ».
          ومن حديث محمَّد بن سيرينَ قال: إمَّا تفاخروا وإمَّا تذاكروا، الرِّجالُ أكثر في الجنَّة أم النِّساء؟ فقال أبو هريرةَ: أوَ لم(3) يقل أبو القاسمِ صلعم: «إنَّ أوَّلَ زمرةٍ تدخل الجنَّة على صورة القمر ليلةَ البدر، والَّتي تليها على أضوءِ كوكبٍ / درِّيٍّ في السَّماء، لكلِّ امرئٍ منهم زوجتانِ اثنتانِ، يُرى مخُّ سوقِهما من وراء اللَّحم، وما في الجنَّة أعزَبُ(4)».
          وفي حديث ابن عيينةَ: اختصم الرِّجال والنِّساء: أيُّهم في الجنَّةِ أكثرُ؟ فسألوا أبا هريرةَ فقال: قال أبو القاسم صلعم... وذكرَ مثلَ ذلك.


[1] الزُّمرة: الجماعة.
[2] سقط قوله: (من الحسن) من (ت).
[3] في أصل: (ص1▒: (ألم)، وأثبت في الهامش ما أثبتناه وعليه رمز (سع).
[4] العَزَب: الذي لا أهل له، والعَزَبة التي لا زوج لها، هكذا حكاه أهل اللغة بغير ألف.