الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ولا أن أشق على أمتي ما تخلفت

          2385- السَّابع عشر بعد المئتين: عن يحيى بن سعيدٍ الأنصاريِّ قال: حدَّثني أبو صالحٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «لولا أن أشُقَّ على أمتي(1) ما تخلَّفتُ(2) عن سريَّةٍ(3)، ولكن لا أجدُ حَمولةً(4) ولا أجد ما أحمِلُهم عليه، ويشقُّ عليَّ أن يتخلَّفوا عنِّي، ولوَدِدتُ أنِّي قاتلتُ في سبيل الله فقتِلتُ ثمَّ أُحييتُ ثمَّ قتِلتُ ثمَّ أُحييتُ». [خ¦2972]
          لفظُ حديثِ البخاريِّ. وقد أدرجه مسلمٌ على ما قبلَه. /
          وليس ليَحيى بن سعيدٍ الأنصاريِّ في المتَّفق عليه من مسندِ أبي هريرةَ غيرُ هذا.
          وأخرجه البخاريُّ من حديث سعيد بن المسيَّبِ [وأبي سلمةَ] عن أبي هريرةَ قال: سمعتُ النَّبيَّ صلعم يقول: «والَّذي نفسي بيده، لولا أنَّ رجالاً من المؤمنين لا تطيبُ أنفسُهم بأن يتخلَّفوا عنِّي، ولا أجد ما أحملُهم عليه، ما تخلَّفتُ عن سريَّةٍ تغزو(5) في سبيل الله، والَّذي نفسي بيده، لودِدت أن أُقتلَ في سبيل الله، ثمَّ أحيا، ثمَّ أُقتلَ، ثمَّ أحيا، ثمَّ أُقتلَ، ثمَّ أحيا، ثمَّ أُقتلَ». [خ¦2797]
          وقد أخرج البخاريُّ أيضاً منه طرفاً من حديث مالكٍ عن أبي الزنادِ عن الأعرجِ(6) عن أبي هريرةَ: أنَّ رسول الله صلعم قال(7) : «والَّذي نفسي بيده؛ لودِدتُ أنِّي أقاتلُ في سبيل الله فأُقتلُ ثمَّ أحيا، ثمَّ أُقتلُ ثمَّ أحيا، ثمَّ أُقتلُ(8)». فكان أبو هريرةَ يقولهنَّ ثلاثاً أشهدُ بالله. [خ¦7227]
          وأخرجاه من حديث أبي زُرعةَ هرِمِ(9) بن عمرٍو عن أبي هريرةَ فأمَّا البخاريُّ / فأخرجَه في الإيمان متَّصلاً بحديثٍ آخرَ أوَّله: «انتدب اللهُ لمن خرجَ في سبيله(10)». [خ¦36]
          وأمَّا مسلمٌ فأخرجه في أوَّل الجهادِ مع حديثَين متَّصلَين به في أوَّله من حديثِ أبي زُرعةَ أيضاً عن أبي هريرةَ عن رسول الله صلعم. ثمَّ قال: «والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيده، لولا أن يشقَّ على المسلمينَ ما قعدتُ خِلافَ سريَّةٍ تغزو في سبيل الله أبداً، ولكن لا أجدُ سَعةً فأحملُهم ولا يجدون سَعةً، ويشقُّ عليهم أن يتخلَّفوا عنِّي، والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيده، لودِدت أنِّي أغزو في سبيل الله فأُقتلُ، ثمَّ أغزو فأُقتلُ، ثمَّ أغزو فأُقتلُ». لفظ حديث مسلمٍ.
          وأخرجه مسلمٌ أيضاً من حديث همَّام بن منبِّهٍ عن أبي هريرةَ عن رسول الله صلعم قال: «والَّذي نفسُ محمَّدٍ في يده، لولا أن أشُقَّ على المؤمنينَ ما قعدتُ خلفَ سريَّةٍ تغزو في سبيل الله، ولكن لا أجد سَعةً فأحملُهم، ولا يجدون سَعةً فيتَّبِعوني، ولا تطيبُ أنفسُهم أن يقعُدوا بعدي».


[1] في (الحموي) نسخة: (المسلمين)، وما أثبتناه موافق لنسخنا من رواية البخاري ومسلم.
[2] ما تخلَّفتُ: ما تأخرتُ، وتخلفوا تأخروا.
[3] السَّريةُ: خيلٌ تسري في طلب العدو، قيل: تبلغ مائةً فما دونها.
[4] الحَمولةُ: الإبل التي تُحمل عليها الأثقال، كانت عليها الأحمال أو لم تكن، والحَمولةُ: الإبل بأثقالها، والحُمولة بالضم: الأثقال.
[5] في (ت): (غزية تسري)، وفي هامشها نسخة: (غزية تغزو)، وما أثبتناه من (الحموي) موافق لنسختنا من رواية البخاري.
[6] سقط قوله: (عن الأعرج) من (ت).
[7] زاد في (ت): (لي)، وما أثبتناه من (الحموي) موافق لنسختنا من رواية البخاري.
[8] في (الحموي): (لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا)، وفي نسختنا من رواية البخاري: (فأقتل ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا) أربعاً.
[9] تصحَّف في (ت) إلى: (هرمز).
[10] انتدبَ الله لمن يخرجُ في سبيلِه: أي؛ أجابه إلى غفرانه، يقال: ندبته للجهاد فانتدب؛ أي: أجاب.