الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لو يعلم الناس ما في النداء

          2381- الثَّالث عشر بعد المئتين: عن سُميٍّ عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «لو يعلمُ النَّاسُ ما في النِّداء والصَّفِّ الأوَّل ثمَّ لم يجدوا إلَّا أن يَستهِمُوا(1) عليه لاستهَمُوا، ولو يعلمونَ ما في التَّهجير(2) لاستبَقُوا إليه، ولو يعلمونَ ما في العتَمةِ والصُّبحِ لأتَوهما ولو حَبواً».
          وفي حديث قتيبةَ عن مالكٍ عن سُميٍّ بأطولَ من هذا: أنَّ رسولَ الله صلعم / قال: «بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ وجدَ غُصْنَ شَوكٍ على الطَّريق، فأخَّره(3)، فشكر اللهُ له فغفرَ له. ثمَّ قال: الشُّهداءُ خمسةٌ: المطعونُ، والمبطونُ، والغريقُ، وصاحبُ الهَدْمِ، والشَّهيدُ في سبيلِ الله. وقال: لو يعلمُ النَّاسُ ما في النِّداء والصَّفِّ الأوَّل...». ثمَّ ذكر مثلَ ما تقدَّم في هذين، وفي التَّهجيرِ والعتَمةِ والصُّبحِ.
          وهو أيضاً عند يحيى بن يحيى عن مالكٍ بطوله في الخمسةِ فصولٍ، ولكن فرَّقه مسلمٌ. [خ¦615] [خ¦652]
          وأخرج مسلمٌ حديثَ الصَّفِّ من رواية أبي رافعٍ الصَّائغِ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «لو تعلمونَ _أو يعلمونَ_ ما في الصَّفِّ المقدَّم لكانت قُرعةً».
          وفي حديث محمَّد بن حربٍ الواسطيِّ: «ما في الصَّفِّ(4) الأوَّل(5) ما كانت إلَّا قُرعةً».
          وليس لمحمَّد بن حربٍ في صحيح مسلمٍ غيرُ هذا الحديثِ الواحد وهو شيخُه.
          ولمسلمٍ أيضاً من حديث عبد العزيز بن محمَّدٍ وجرير بن عبد الحميد عن سهيلِ بن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «خيرُ صفوفِ الرِّجالِ أوَّلُها، وشرُّها آخرُها، وخيرُ صفوفِ النِّساءِ آخرُها، وشرُّها أوَّلُها». /


[1] الاسْتهامُ: القُرعة.
[2] التَّهجيرُ: التبكير.
[3] في (ت): (فأخذه)، وما أثبتناه من (الحموي) موافق لنسختنا من رواية البخاري عن قتيبة، وفي روايته عن عبد الله بن يوسف عن مالك: «فأخذه».
[4] سقط قوله: (المقدَّم لكانت قُرعةً.وفي حديث محمَّد بن حربٍ الواسطيِّ: ما في الصَّفِّ) من (ت).
[5] سقط قوله: (الأول) من (الحموي).