الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: خرج النبي في طائفة من النهار لا

          2353- الخامس والثَّمانون بعد المئة: عن نافع بن جُبيرِ بن مُطعِمٍ عن أبي هريرةَ الدَّوسيِّ قال: «خرج النَّبيُّ صلعم في طائفةٍ من النَّهار لا يكلِّمُني ولا أكلِّمُه حتَّى أتى سوقَ بني قينُقاعَ، فجلس بفِناءِ بيتِ فاطمةَ فقال: أثَمَّ لُكَعُ(1) ؟ / فحَبَسَته شيئاً، فظننتُ أنَّها تلبِسُه سِخاباً(2) أو تغسِّلُه، فجاء يشتَدُّ حتَّى عانقَه وقبَّلَه وقال: اللَّهمَّ أحِبَّه وأحِبَّ من يحبُّه». [خ¦2122]
          وفي رواية ابن أبي عمرَ عن سفيانَ: فقال رسول الله صلعم: «إنِّي أحبُّه فأحبَّه، وأحِبَّ من يحبُّه»(3). [خ¦2122]
          وفي رواية ورقاءَ بن عمرَ عن عبد الله بن أبي يزيدَ عن نافعٍ: أنَّ أبا هريرةَ قال: «كنت مع رسولِ الله صلعم في سوقٍ من أسواق المدينةِ، فانصرفَ وانصرفتُ، فقال: أيْ لكعُ _ثلاثاً_ ادعُ الحسنَ بن عليٍّ. [فقام الحسنُ](4) يمشي وفي عنقِه السِّخابُ، فقال النَّبيُّ صلعم بيدِه هكذا، وقال الحسنُ بيده هكذا، فالتزمَه وقال: اللَّهمَّ إنِّي أحبُّه، فأحبَّهُ وأحبَّ من يحبُّه».
          قال أبو هريرةَ: فما كان أحدٌ أحبَّ إليَّ من الحسنِ بن عليٍّ بعدما قال رسولُ الله صلعم ما قال(5). / [خ¦5884]
          وليس لنافعِ بن جُبيرٍ عن أبي هريرةَ في الصَّحيحَينِ غيرُ هذا الحديثِ الواحدِ.


[1] أَثَمَّ لُكَع أثمَّ لُكَع: يعني الصغير ها هنا، وقد سئل بلال بن جرير عن لُكَع فقال: هو في لغتنا الصغير، فهذا صغير في السن، يذهب في هذه اللفظة إذا قالها لكبير أنه يريد يا صغيرَ العلم، فهذا من أحد وجوهه، واللُّكع أيضاً العبد في قوله: «أسعدُ الناسِ بالدنيا لُكعُ ابنُ لُكعُ» ويقال: ويكون اللئيم، لَكُعَ الرجلُ إذا لَؤُمَ لَكَاعةً، فهو ألْكَع ولُكَع، ويقال للواحد: يا لُكَعُ وللاثنين يا ذَوَيْ لُكَعٍ، ويقال: اشتقاقها من اللَّكْع، وهو الوسخ، وقد حكي معنى هذا عن الأصمعي أنه قال: الأصل في لُكَع من المَلاكِع وهي التي تخرج من السَّلا على الولد، قال الليث: رجل لكِيعٌ وامرأةٌ لَكَاعٌ يراد به الحمق.
[2] السِّخابُ: القِلادةُ، وقال ابن الأنباري: السِّخَاب خيطٌ يُنظَم فيه خرز ويلبسه الصبيان والجواري، وجمعه سُخُب، وقيل: هي من المُعاذات.
[3] قال الحافظ المقدسي رحمه اللهُ: فهذه رواية مسلم.اهـ.قلنا: هي فيه برقم: ░2421▒.
[4] سقط قوله: (فقام الحسن) من (ت)، وأثبتناه من نسختنا من رواية البخاري.
[5] قال الحافظ المقدسي رحمه اللهُ: وهذه رواية البخاري.اهـ.قلنا: هي فيه برقم: ░5884▒.