الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وأشجع وغفار

          2330- الثَّاني والسِّتُّون بعد المئة: عن سعد بن إبراهيمَ عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «قريشٌ والأنصارُ وجُهينةُ ومُزينةُ وأسلَمُ / وأشجَعُ وغِفارُ مواليَّ(1)، ليس لهم مولىً دونَ الله ورسولِه». كذا رواه سفيانُ الثَّوريُّ عن سعد بن إبراهيمَ، وكذا رواه البخاريُّ ومسلمٌ من حديث سفيانَ عن سعد بن إبراهيمَ.
          وقال البخاريُّ في موضعٍ آخرَ من كتابه: حدَّثنا أبو نعيمٍ قال: حدَّثنا سفيانُ عن سعدٍ ثمَّ قال: وقال يعقوبُ بن إبراهيمَ: حدَّثنا أبِي عن أبيه قال: حدَّثني عبد الرَّحمنِ بن هُرمُزَ الأعرجُ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «قريشٌ والأنصارُ وجُهينةُ ومُزينةُ وأسلَمُ وأشجَعُ وغِفارٌ مواليَّ، ليس لهم مولىً دونَ الله ورسولِه». [خ¦3504]
          وقد حكى أبو مسعودٍ الدِّمشقيُّ وغيره أنَّ البخاريَّ حمل حديثَ يعقوبَ بن إبراهيمَ على حديث أبي نعيمٍ عن سفيانَ، ويعقوبُ في حديثه إنَّما يقولُ عن أبيه عن صالحِ بن كَيسانَ عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه، لَغِفارُ وأسلَمُ ومُزَينةُ ومن كان من جُهَينةَ _أو قال: وجُهينةُ، ومن كان من مُزَينةَ_ خيرٌ عندَ الله يومَ القيامةِ من أسدٍ وطَيِّءٍ وغطفانَ». وهكذا أخرجه / مسلمٌ من حديث يعقوبَ عن أبيه عن صالحٍ عن الأعرجِ. فذكره بإسنادِه كما أوردناه، هذا خلافٌ في المتنِ والإسناد.
          وأخرجا أيضاً نحوَ هذا من حديث محمَّد بن سيرينَ عن أبي هريرةَ، إلَّا أنَّه في روايةِ مسلمٍ من حديث إسماعيلَ بن عليَّةَ عن أيُّوبَ عن محمَّدٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم مسنَد.
          وهو عند البخاريِّ من حديث حمَّاد بن زيدٍ عن أيُّوبَ عنه من قولِ أبي هريرةَ، لم يُسندْه. [خ¦3523]
          وهذا لفظُ حديث مسلمٍ المسندُ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «لَأسلَمُ وغِفارُ وشيءٌ من مُزينةَ أو شيءٌ من جُهينةَ ومُزينةُ خيرٌ عندَ الله _قال: أحسِبه قال: يومَ القيامةِ_ من أسدٍ وغَطفانَ وهوازنَ وتميمٍ».
          ولمسلمٍ من حديث سعد بن إبراهيمَ عن أبي سلمةَ عن عبد الرَّحمن عن أبي هريرةَ عن النبيِّ صلعم أنَّه قال: «أسلَمُ وغِفارُ ومزَينةُ ومن كان من جُهينةَ أو جُهينةُ خيرٌ من بني تميمٍ وبني عامرٍ والحَليفَين: أسدٍ وغَطفانَ».
          ولمسلمٍ أيضاً من حديث المغيرةِ بن عبد الرَّحمن الحِزاميِّ عن أبي الزِّناد عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ عن رسول الله صلعم أنَّه قال.. بنحوِ حديث صالحِ بن كَيسانَ عن الأعرج عن أبي هريرةَ مسنداً.


[1] المولى: تجيء على وجوه: المولى الناصر، والمولى الولي المحب، ومنه قوله {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} [محمد:11] أي: وليُّهم والقائم بأمورهم، والمولى الأولى بك ودليلُه قوله: {مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ} [الحديد:15] أي: هي أولى بكم، والمولى المعتق والمولى المعتق والمولى ابن العم ومنه قوله {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي} [مريم:5] يعني بني الأعمام والعصبة، والمولى: الحليف وهو العقيد، والمولى الصاحب، والمولى الموالي، وكل من ولي أمر أحد فهو وليه ومولاه، والمولى الصهر، وهذا مجموع من المجمل وكتاب ابن عزيز وغيرهما.