الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها

          2321- الثَّالث والخمسون بعد المئة: عن أبي سعيدٍ المقبُريِّ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «تُنكحُ المرأةُ لأربعٍ: لمالها، ولحسَبِها، وجمالِها، ولدينِها، فاظفرْ بذاتِ الدِّين تَرِبَت يداكَ(1)». [خ¦5090]


[1] تَرِبَ الرَّجلُ: إذا افتقر، كأنه لصق بالتراب، وأَترب: إذا استغنى، هذا هو الأصل، ثم قد يستعمل في الحث على الشيء والاستغنام له، والتنبيه على الاهتمام به والحرص عليه، قال أبو عبيد: ونرى أنه لم يتعمد الدعاء عليه، ولكنها كانت كلمةً جاريةً على ألسنة العرب يقولونها ولا يريدون وقوع ذلك، وقال ابن عرفة: أراد تَرِبت يداك إن لم تفعل ما أمرتك به، وقال ابن الأنباري: معناه لله دَرُّك إذا استعملتَ ما أمرتك به، وقد جاء في حديث لخزيمة ما يدل على أنه ليس بدعاء عليه في قوله: «أَنْعِم صباحاً، تَرِبت يداكَ»، وإنما هو دعاء له وترغيب في ما تقدمت الوصاة به؛ لأنه عقب قوله أنعم صباحاً، بقوله تربت يمينك، والضدان لا يجمعهما من تُعزى إليه الفصاحة والبلاغة والحكمة، والعرب تقول: (لا أُمَّ لك ولا أبَ لك)، يريدون لله دَرُّك! فظاهره الذم وباطنه المدح.