الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ

          2301- الثَّالث والثَّلاثون بعد المئة: عن سعيد بن يسارٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «إنَّ الله خلقَ الخلق حتَّى إذا فرَغَ منهم قامت الرَّحم فقالت: هذا مقامُ العائذ من القطيعةِ، قال: نعم؛ أمَا ترضَين أن أصِلَ من وصلَكِ وأقطعَ من قطعكِ؟ قالت: بلى، قال: فذاكَ لكِ. ثمَّ قال رسول الله صلعم: اقرؤوا إن شئتُم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ. أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد:22-23]». [خ¦5987]
          وأخرجه البخاريُّ بمعناه من حديث عبد الله بن دينارٍ عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «إنَّ الرَّحمَ شَـِـُجْنةٌ من الرَّحمن(1)، فقال الله: مَن وصلَكِ وصلْتُه، ومن قطعكِ قطعتُه». [خ¦5988]


[1] الرَّحم شَـِـُجْنةٌ من الرَّحمن: مشتبكة كاشتباك العروق في القرب والمراعاة، وقيدناه من «المجمل» عن سعد: شِجْنَة بالكسر، وقال الهروي: فيه لغتان شِجنة وشُجنة، ومنه الحديث: ذو شُجُون لتمسك بعضه ببعض، وشجرة مشجنة؛ أي: متصلة الأغصان بعضُها ببعض.