الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إذا تنخم أحدكم فلا يتنخمن قبل وجهه

          2279- الحادي عشر بعد المئة: عن ابن شهابٍ عن حُميد بن عبد الرَّحمن عن أبي هريرةَ وأبي سعيدٍ: «أنَّ رسولَ الله صلعم رأى نُخامةً(1) في جدار المسجدِ، فتناول حصاةً فحَتَّها ثمَّ قال: إذا تَنخَّم أحدُكم فلا يتنَخَّمَنَّ قِبَلَ وجهِه، ولا عن يمينِه؛ فليبصُقْ عن يسارِه أو تحتَ قدمِه اليسرى». [خ¦408] [خ¦411]
          ذكره أبو مسعودٍ في آخر أفرادِ مسلمٍ وقال: هو في مسندِ أبي سعيدٍ، فأوهَم بهذا أنَّه من الأفراد لمسلمٍ. وقد أخرجه البخاريُّ في الصَّلاةِ، وذكره أبو مسعودٍ في مسند أبي سعيدٍ في المتَّفق عليه(2).
          وللبخاريِّ من حديث همَّامٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «إذا قام أحدُكم إلى الصَّلاة فلا يبصُقْ أمامَه، فإنَّما يناجي اللهَ ما دام في مصلَّاه، ولا عن / يمينِه فإنَّ عن يمينِه ملَكاً، وليبصُقْ عن يساره أو تحتَ قدمِه فيدفنَها». [خ¦416]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث أبي رافعٍ الصائغِ عن أبي هريرةَ: «أنَّه رأى نُخامةً في قِبلةِ المسجد، فأقبل على النَّاس فقال: ما بالُ أحدِكم يقوم مُستقبِلَ ربِّه فيتنخَّعُ أمامَه، أيحبُّ أن يُستقبلَ فيُتنخَّعَ في وجهِه؟ فإذا تنخَّعَ أحدُكم فليتنخَّعْ عن يسارِه تحتَ قدمِه، فإن لم يجدْ فليقلْ هكذا». ووصف القاسمُ بن مهرانَ _وهو الرَّاوي عن أبي رافعٍ:_ فتفَل في ثوبه ثمَّ مسحَ بعضَه ببعضٍ.
          وفي حديث هُشيمٍ: قال أبو هريرةَ: «كأنِّي أنظرُ إلى رسول الله صلعم يَرُدُّ ثوبَه بعضَه على بعضٍ».


[1] النُّخامةُ والنُّخاعةُ والبُصاق: بمعنى واحد، إلا أن البصاق من أدنى الفم والنخاعة من أقصى الفم، وكأنه مأخوذ من النخاع؛ وهو الخيط الأبيض المستبطن لفقار العنق المتصل بالدماغ، يقال تَنخَّم وتَنخَّع: أن يتجاوز الذابح بالذبح إلى النخاع يقال: دابة منخوعة.
[2] وانظر الحديث الثامن من المتفق عليه من مسند أبي سعيد الخدري.