الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: بينما نحن جلوس عند النبي إذ جاءه

          2276- الثَّامن بعد المئة: عن الزهريِّ عن حُميد بن عبد الرَّحمن عن أبي هريرةَ قال: «بينما نحن جلوسٌ عند النَّبيِّ صلعم إذ جاءه رجلٌ فقال: يا رسول الله؛ هلكْتُ! فقال: ما لك؟! قال: وقعتُ على امرأتي وأنا صائمٌ، فقال / رسول الله صلعم: هل تجد رقبةً تُعتقُها؟ قال: لا، قال: فهل(1) تستطيعُ أن تصومَ شهرين متتابعَين؟ قال: لا، قال: هل(2) تجدُ إطعامَ ستِّين مسكيناً؟ قال: لا، قال: اجلس. قال: فمكث النَّبيُّ صلعم، فبينا نحن على ذلك أُتيَ النَّبيُّ صلعم بعَرَقٍ فيه تمرٌ(3) _والعرق المِكتَلُ الضَّخمُ_ قال: أين السَّائل؟ قال: أنا، قال: خُذْ هذا فتصَّدقْ به. فقال الرَّجل: أعلى أفقرَ منِّي يا رسول الله؟! فواللهِ ما بين لابتَيها(4) _يريد الحرَّتَين(5)_ أهلُ بيتٍ أفقرُ من أهلِ بيتي(6)، فضحِك النَّبيُّ صلعم حتَّى بَدَت أنيابُه(7)، ثمَّ قال: أطعِمْه أهلَك».
          وفي رواية جريرٍ عن منصورٍ عن الزهريِّ نحوُه وقال: «بعَرَقٍ فيه تمرٌ _وهو الزِّنْبيلُ_ ولم يذكر: فضحِكَ النَّبيُّ صلعم حتَّى بَدَت نواجذُه».
          وفي حديث مالكٍ عن الزهريِّ: «أنَّ رجلاً أفطرَ في رمضانَ، فأمره رسولُ الله صلعم أن يُكفِّرَ بعتقِ رقبةٍ...» وذكره نحوه. /
          وفي حديث ابن جُريجٍ عن ابن شهابٍ: «أنَّ النَّبيَّ صلعم أمر رجلاً أفطرَ في رمضانَ أن يُعتِقَ رقبةً أو يصومَ شهرَين متتابعَين أو يُطعمَ ستِّين مسكيناً». لم يزد.
          كذا في رواية مالكٍ وابن جُريجٍ عن الزهريِّ فيه بلفظ الإفطار، وأخرجَه مسلمٌ من حديثِهما كذلك(8).
          وفي حديث سفيانَ بن عيينةَ واللَّيثِ ومعمرٍ وإبراهيمَ بن سعدٍ ومنصورٍ وشعيبِ بن أبي حمزةَ عن الزهريِّ بنحوِ حديث ابن عيينةَ: «أنَّ رجلاً قال: وقعتُ على امرأتي في رمضانَ» بمعنى الجماعِ. [خ¦1936]


[1] سقط قوله: (فهل) من (ت).
[2] سقط قوله: (هل) من (ت).
[3] عَرَقٌ فيه تمرٌ: كل مَضفورٍ من الخُوص فهو عَرَقٌ يُنسَج من ذلك، فهو قبل أن يُجعَلَ زبيلاً يسمى عَرَقاً بفتح الراء، ويسمَّى الزَّبيلُ أيضاً عَرَقاً لذلك، وهو مفسَّر في الخبر: المِكتَل الضَّخم، وفي رواية أخرى الزُِّنبيل.
[4] اللَّابة: أرضٌ كثيرة الحجارة السُّود قد غطَّت أو كادت، وجمعُها القليل من الثلاث إلى العشر لاباتٌ، وجمعُها الكثير لاب ولُوبٌ، مثل قارَة وقُور، وساحة وسُوح.
[5] الحَرَّة: مثلها قد ملأت الحجارة ظاهرَ أرضها، وجمعها حَرٌّ وحِرارٌ وحَرَّاتٌ وأَحرُونَ في الرفع وأَحرِينَ في النصب والخفض.
[6] في (ق): (أفقر مني)، وما أثبتناه من (ت) موافق لنسختنا من رواية البخاري.
[7] الأَنيابُ: من الأضراس ما بعد الرَّباعيَّات، لأنَّ أوَّلها في مقدَّم الفم الثنايا، ثم يليها الرَّباعيَّات، ثم يليها الأنياب، ثم يليها الضواحكُ، ثم يليها الأرْحاء، ثم النواجذ وكلُّها أربعةٌ أربعةٌ، اثنان من فوقُ واثنان من أسفلَ.
[8] قال الحافظ المقدسي رحمه اللهُ عن رواية مالك وابن جريج عن الزهري: وهما لمسلم.اهـ.قلنا: هي فيه برقم: ░1111▒.