الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط

          2264- السَّادس والتِّسعون: عن يحيى بن أبي كثيرٍ عن أبي سلمةَ عن أبي هريرةَ قال: «لَمَّا فتحَ الله ╡ على رسوله صلعم مكَّةَ، قام في النَّاس فحمِدَ الله وأثنى عليه، ثمَّ قال: إنَّ الله حبسَ عن مكَّةَ الفيلَ، وسلَّط عليها رسولَه والمسلمينَ، وإنَّها لا((1) تَحِلُّ لأحدٍ قبلي، وإنَّها(2) أُحِلَّت لي ساعةً من نهارٍ، وإنَّها لا تَحِلُّ لأحدٍ بعدي، فلا ينفَّرُ صيدُها)(3)، ولا يُختَلى شوكُها(4)، ولا تَحِلُّ / ساقطَتُها إلَّا لمنشدٍ(5)، ومن قُتِلَ له قتيلٌ فهو بخيرِ النَّظرين، إمَّا أن يُفدى وإمَّا أن يُقيْد. فقال العبَّاس: إلَّا الإذخِرَ، فإنَّا نجعلُه لقبورِنا وبيوتِنا، فقال رسول الله صلعم: إلَّا الإذخِرَ. فقام أبو شاهٍ _رجلٌ من أهل اليمنِ_ فقال: اكتبوا لي يا رسول الله، فقال رسول الله صلعم: اكتبوا لأبي شاهٍ».
          قلت للأوزاعيِّ: ما قوله: اكتبوا لي يا رسولَ الله؟ قال: هذه الخطبة الَّتي شَهِدَها من رسول الله صلعم. [خ¦2434]
          وفي رواية أبي نُعيمٍ عن شيبانَ: «أنَّ خُزاعةَ قتلوا رجلاً من بني ليثٍ عامَ فتحِ مكَّةَ بقتيلٍ منهم قتلوه، فأُخبِرَ بذلك النَّبيُّ صلعم، فركِبَ راحلَته فخطبَ، فقال: إنَّ الله حبسَ عن مكَّةَ القتلَ أو الفيلَ _شكَّ الرَّاوي_ وسلَّط عليها رسولَ الله صلعم والمؤمنينَ، ألا وإنَّها لم(6) تَحِلَّ لأحدٍ قبلي، ولا(7) تَحِلُّ لأحدٍ بعدي، ألا وإنَّها حَلَّت لي ساعةً من نهارٍ، ألا وإنَّها ساعتي هذه حرامٌ، لا يُختلى شوكُها، ولا يُعضدُ شجرُها(8)، ولا تُلتقَط ساقطتُها إلَّا لمُنشدٍ، فمن قُتِلَ فهو بخير النَّظرين، إمَّا أن يُعقَلَ، وإمَّا أن يُقَادَ أهلُ القتيل، فجاء رجلٌ من أهل اليمن، فقال: اكتب لي يا رسول الله، فقال: اكتبوا لأبي فلانٍ. فقال رجلٌ من قريش: إلَّا الإذخِرَ يا رسول الله، فإنَّا نجعله في بيوتِنا وقبورِنا، فقال النَّبيُّ صلعم: / إلَّا الإذخِرَ»(9).
          قال البخاريُّ: وقال عبد الله بن رجاءٍ: حدَّثنا حربُ بن يَحيى... وذكر نحوَه، وقال: تابعه عبيد الله عن شيبانَ(10). وقال بعضهم: عن أبي نُعيمٍ: «الفضل(11)» وقال عبيد الله: «إمَّا أن يُفادى(12) أهل القتيلِ». [خ¦6880]


[1] في (ق): (لم)، وفي هامشها نسخة: (لا) وهو الموافق لنسختنا من رواية البخاري، وفي نسختنا من مسلم: (لن).
[2] في (ق): (إنما)، وفي هامشها نسخة: (إنها)، وما أثبتناه من (ت) موافق لنسخنا من الصحيحين.
[3] لا ينفَّرُ صيدُها: لا يزعَجُ ولا يحرَّك عن موضعه.
[4] لا يُختَلى شوكُها: لا يقطَع، وفي بعض الروايات: «لا يختلى خَلاها»، والخَلا: مقصورٌ الحشيشُ الرطْب، واحدته خلاةٌ، ويُختلى: يجزُّ ويُقطَع، والسيفُ يختلي: أي يَقطَع، ولا تحِلُّ ساقِطتُها: يريد السَّقَط مما يسقُط من متاع الناس.
[5] إلَّا لمنشدٍ: أي لمعرِّفٍ يظهِرُ أمرها.
[6] في (ق): (لا)، وما أثبتناه من (ت) موافق لنسخنا من الصحيحين.
[7] في (ق): (لم)، وهو الموافق لنسختنا من صحيح البخاري، وفي نسختنا من مسلم: (لن).
[8] ولا يُعضَد شجرُها: العضَد قطعُ الشجر بالمِعضَد، والمِعضَد: حديدةٌ كالسيف تستَعمَل في قطع الشجر، والعاضِد: القاطع، والعَضيد: ما قطِعَ من الشجرِ إذا عُضِدت.
[9] قال الحافظ المقدسي رحمه اللهُ: هذه للبخاري.اهـ.قلنا: هي فيه برقم: ░112▒ و░6880▒، وأخرجه مسلم ░1356▒ أيضاً من طريق عبيد الله بن موسى عن شيبان بنحوه.
[10] كذا في الأصول، وفي نسختنا من صحيح البخاري: (عن شيبان: في الفيل).
[11] كذا في الأصول، وفي نسختنا من صحيح البخاري: (القتل).وكأنَّ الوهم من الحميدي.
[12] كذا في الأصول، وفي نسختنا من صحيح البخاري: (يقاد).