الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: حاج آدم موسى فقال: أنت الذي أخرجت

          2263- الخامس والتِّسعون: عن يحيى بن أبي كثيرٍ عن أبي سلمةَ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «حاجَّ آدمُ موسى فقال: أنت الَّذي أخرجتَ النَّاس من الجنَّة بذنبِكَ وأشقيتَهم! قال: قال آدمُ لموسى: أنت الَّذي اصطفاكَ الله برسالاتِه وكلامِه، أتلومُني على أمرٍ كتبهُ الله عليَّ قبل أن يخلقَني، أو قدَّره عليَّ قبل أن يخلقَني؟! قال رسول الله صلعم: فحجَّ آدمُ موسى». [خ¦4738]
          وأخرجاه من حديث طاوُسِ بن كَيسانَ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «احتجَّ آدمُ وموسى، فقال موسى: يا آدمُ؛ أنت أبونا، خيَّبتَنا وأخرجتَنا من الجنَّة! فقال له آدمُ: أنت موسى، اصطفاكَ(1) الله بكلامِه، وخطَّ لكَ بيدِه، أتلومُني على أمرٍ قدَّرَه الله عليَّ قبل أن يخلُقَني بأربعينَ عاماً؟! فقال النَّبيُّ صلعم: فحجَّ آدمُ موسى».
          قال البخاريُّ عقبَ حديث طاوُس: وقال سفيانُ عن أبي الزنادِ عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم... يعني بنحوِه. [خ¦6614]
          وأخرجاه من حديث حُميدِ بن عبد الرَّحمن بن عوفٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «احتجَّ آدمُ وموسى، فقال له موسى: أنت آدمُ الذي أخرجَتْك خطيئتُك من الجنَّة!...». / [خ¦3409]
          وفي حديث عُقيلٍ عن الزهريِّ: «أنت آدمُ الذي أخرجْتَنا وذريَّتَك من الجنَّة! قال: أنت موسى الَّذي اصطفاكَ الله برسالاته وبكلامِه، ثمَّ تلومُني على أمرٍ قد قدِّر عليَّ قبل أن أُخلقَ؟! فحجَّ آدمُ موسى». [خ¦7515]
          وأخرجاه من حديث محمَّد بن سيرينَ عن أبي هريرةَ أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «التقى آدمُ وموسى، قال موسى: أنت الَّذي أشقيتَ النَّاسَ وأخرجتَهم من الجنَّة! قال آدمُ: أنت الَّذي اصطفاكَ الله برسالاتِه واصطنعَك لنفسِه وأنزل عليك التَّوراةَ؟! قال: نعم، قال: فوجدتَها كُتبَ عليَّ قبل أن يخلقَني؟! قال: نعم. فحجَّ آدمُ موسى». [خ¦4736]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث مالك بن أنسٍ عن أبي الزناد عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «تحاجَّ آدمُ وموسى فحجَّ آدمُ موسى، فقال له موسى: أنت آدمُ الَّذي أغويتَ النَّاس وأخرجتَهم من الجنَّة؟! فقال آدم: أنت الَّذي أعطاهُ الله علمَ كلِّ شيءٍ واصطفاه على النَّاس برسالتِه؟! قال: نعم، قال: فتلومُني على أمرٍ قُدِّر عليَّ قبل أن أُخلقَ؟!».
          ومن حديث الحارثِ بن أبي ذُبابٍ عن يزيدَ بن هُرمُزَ وعبدِ الرَّحمن الأعرجِ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «احتجَّ آدمُ وموسى عند ربِّهما، فحجَّ آدمُ موسى، قال موسى: أنت الَّذي خلقَك الله بيده، ونفخ فيك من روحِه، وأسجدَ لك ملائكتَه، وأسكنكَ في جنَّتِه، ثمَّ أهبطتَ النَّاسَ بخطيئتكَ إلى الأرضِ؟! قال / آدمُ: أنت موسى الَّذي اصطفاكَ الله برسالتِه وبكلامِه، وأعطاك الألواحَ فيها تِبيانُ كلِّ شيءٍ، وقرَّبك نَجيَّاً(2)، فبِكَم وجدتَ اللهَ كتبَ التَّوراةَ قبل أن أُخلقَ؟! قال موسى: بأربعينَ عاماً، قال آدم: فهل وجدتَ فيها: وعصى آدمُ ربَّه فغوى(3) ؟! قال: نعم، قال: أفتلومُني على أن عملتُ عملاً كتبَه الله عليَّ أن أعملَه قبل أن يخلُقَني بأربعينَ سنةً؟!».
          ومن حديث همَّامِ بن منبِّهٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم بمعنى حديثِه.


[1] وقع في «غريب الجمع»: واصْطَنعتُك لنفسي: اخترتُك لخاصَّة أمرٍ أريدك له، يقال: فلانٌ صنيعةُ فلانٍ وصنيعُه، أي تربيتُه وتخريجُه.
[2] النَّجِيُّ: من المناجاة، وهي التكليم في انفراد.
[3] الغَيُّ: الانحراف عن الواجب.