الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أناأولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن توفي

          2253- الخامس والثَّمانون: عن ابن شهابٍ عن أبي سلمةَ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم كان يؤتى بالرَّجل المتوفَّى عليه الدَّينُ، فيسأل: هل ترك / لدينه قضاءً؟ فإن حُدِّث أنَّه تركَ وفاءً صلَّى، وإلَّا قال للمسلمينَ: صلُّوا على صاحبِكم. فلمَّا فتحَ الله الفتوحَ قال: «أنا(1) أولى بالمؤمنينَ من أنفسِهم، فمن تُوفِّيَ من المؤمنينَ فترك دَيناً فعليَّ قضاؤُه، ومن ترك مالاً فلِورثتِه». [خ¦2298]
          وأخرجاه من حديث أبي حازمٍ سلمانَ مولى عزَّةَ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم أنَّه قال: «من ترك مالاً فلورثتِه، ومن ترك كَلاً(2) فإلينا». [خ¦2398]
          وفي حديث غُندرٍ عن شعبةَ: «ومن ترك كَلَّا وليتُه»(3).
          وأخرجه البخاريُّ من حديث عبد الرَّحمن بن أبي عَمْرةَ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «ما من مؤمنٍ(4) إلَّا وأنا أولى به في الدُّنيا والآخرةِ، واقرؤوا إن شئتُم: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}[الأحزاب:6] فأيُّما مؤمنٍ ماتَ وترك مالاً فليرِثْه عصَبتُه مَن كانوا، ومن تركَ دَيناً أو ضَياعاً(5) فليأتِني، فأنا مولاه». / [خ¦2399]
          وأخرجه أيضاً من روايةِ أبي حَصينٍ عثمانَ بن عاصمٍ عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «أنا أولى بالمؤمنينَ من أنفسِهم، فمَن مات وترك مالاً فمالُه لموالي العَصَبة، ومن ترك كَلَّاً أو ضَياعاً فأنا وليُّه فَلْأُدعى له». [خ¦6745]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث ورقاءَ بن عمرَ عن أبي الزنادِ عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيده؛ إنْ على الأرضِ مِنْ مؤمنٍ إلَّا وأنا أولى النَّاسِ به، فأيُّكم ترك دَيناً أو ضَياعاً فأنا مولاه، وأيُّكم ترك مالاً فإلى العَصَبة مَن كان».
          ومن حديث همَّام بن منبِّهٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «أنا أولى النَّاس بالمؤمنينَ في كتاب الله، فأيُّكم ما ترك دَيناً أو ضَيعةً فادعوني فأنا وليُّه، وأيُّكم ما ترك مالاً فلْيُؤثَرْ(6) بمالِه عصبَتُه مَن كان». [خ¦3442]


[1] انتهى هنا السقط في (ق)، وبدأ السقط من الحديث الحادي عشر ░2179▒.
[2] الكَلُّ: العِيَال والثَّقَل، قال الله تعالى: {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ} [النحل:76] أي ثِقلٌ على وليِّه، لما يتكلَّفه من مَؤُنته، وقيل: الكَلُّ الأولادُ والأيتامُ.
[3] قال الحافظ المقدسي رحمه اللهُ، وهذه لمسلم.اهـ.قلنا: هي فيه برقم: ░1619▒.
[4] في (ت): (مولود)، وما أثبتناه من (ق) موافق لنسختنا من رواية البخاري.
[5] الضَّياع: العيال الذين يُخاف ضياعُهم وفاقَتُهم، قال القُتبيُّ: هو مصدر ضاع يضيع ضياعاً، أراد من ترك عيالاً عالةً وأطفالاً، فأتى بالمصدر بدلاً من الاسم، كما تقول: من مات وترك فقراً أي فقراءَ، فإذا كُسِرَت الضاد، فهو جمع ضائعٍ مثلُ جائع وجِياع، فأنا مولاه أي وليُّه الذي يقوم به ويراعيه.
[6] الإيثار: التَّخصيص والتَّقديم.