الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن أحدكم إذا قام يصلي جاءه الشيطان

          2251- الثَّالث والثَّمانون: عن الزهريِّ عن أبي سلمةَ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «إنَّ أحدَكم إذا قام يصلِّي جاءَه الشَّيطانُ فلَبَس عليه حتَّى لا يدري كم صلَّى، فإذا وجدَ ذلكَ أحدُكم فليسجُدْ سجدتَينِ وهو جالسٌ». [خ¦1232]
          ولهما من حديث يحيى بن أبي كثيرٍ عن أبي سلمةَ بن عبد الرَّحمن عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «إذا نُوديَ بالصَّلاة أدبرَ الشَّيطانُ له ضراطٌ حتَّى لا يَسمعَ الأذانَ، فإذا قُضيَ الأذانُ أقبلَ، فإذا ثُوِّبَ(1) بها أدبر، فإذا قُضيَ التَّثويبُ أقبلَ حتَّى يخطُـِرَ بين المرءِ ونفسِه؛ يقول: اذكرْ كذا، اذكرْ كذا _لما لم يكنْ يذكر_ حتَّى يظلَّ الرَّجلُ إن يدْري كم صلَّى، فإذا لم يدرِ أحدُكم ثلاثاً صلَّى أم أربعاً فليسجدْ سجدتَينِ وهو جالسٌ». [خ¦1231]
          وأخرجه البخاريُّ من حديث مالكِ بن أنسٍ عن أبي الزِّناد عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «إذا نُوديَ للصَّلاة أدبرَ الشَّيطان...». ثمَّ ذكر نحوَه إلى قوله: «حتَّى يظلَّ الرَّجلُ لا يدري كم صلَّى». [خ¦608]
          ومن حديثِ جعفرِ بن ربيعةَ عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «إذا نُوديَ بالصَّلاة أدبرَ الشَّيطان وله ضُراطٌ». [خ¦1222]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث المغيرةِ بن عبد الرَّحمن عن أبي الزنادِ عن / الأعرجِ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «إذا نُوديَ بالصَّلاةِ أدبرَ الشَّيطان له ضُراطٌ حتَّى لا يسمعَ التَّأذينَ، حتَّى إذا قُضيَ التَّثويبُ أقبلَ حتَّى يخطُـِرَ بين المرءِ ونفسِه؛ يقول: اذكرْ كذا، واذكرْ كذا _لِمَا لم يكنْ يذكرُ من قبلُ_ حتَّى يظلَّ رجلٌ ما يدري كم صلَّى».
          ومن حديثِ همَّامِ بن منبِّهٍ عن أبي هريرةَ بمثل حديث المغيرةِ، غير أنَّه قال: «حتى يظلَّ الرَّجل...».
          ومن حديثِ الأعمشِ عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «إنَّ الشَّيطانَ إذا سمِعَ النداءَ بالصَّلاة أحالَ له ضُراطٌ حتَّى لا يسمعَ صوتَه، فإذا سكتَ رجعَ فوسوسَ، فإذا سمعَ الإقامةَ ذهبَ حتى لا يسمعَ صوتَه، فإذا انتهتْ رجعَ فوسوسَ».
          ومن حديث خالد بن عبد الله عن سهيلٍ عن أبيه عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «إذا أذَّنَ المؤذِّنُ أدبرَ الشَّيطانُ وله حُصَاصٌ(2)».
          ومن حديث رَوح بن القاسم عن سهيلِ بن أبي صالحٍ قال: أرسلني أبي إلى بني حارثةَ ومعي غلامٌ لنا _أو صاحبٌ لنا_ فناداه منادٍ من حائطٍ باسمه، قال: وأشرف الَّذي معي على الحائطِ فلم يرَ شيئاً، قال: فذكرتُ ذلك لأبي فقال: لو شعرتُ أنَّك تَلقى هذا لم أُرسِلْك، ولكن إذا سمعتَ صوتاً فنادِ بالصَّلاة، فإنِّي / سمعتُ أبا هريرةَ يحدِّثُ عن رسول الله صلعم أنَّه قال: «إنَّ الشَّيطانَ إذا نُوديَ بالصَّلاة ولَّى وله حُصَاصٌ».


[1] التَّثويب: العَوْدُ إلى ما فعَل قبلَه.
[2] ولَّى وله حُصاصٌ: قال أبو عبيد: الحُصاصُ: شبهُ العَدْوِ، والحُصاص أيضاً الضُّراط، وقال حمَّاد: سألت عاصمَ بن أبي النجودِ راوي هذا الحرف: ما الحُصاص؟ فقال: أما رأيتَ الحمار إذا صرَّ بأذُنَيه، ومصَعَ بذنَبَه، أي حرَّكه يميناً وشمالاً وعدا، فذلك الحُصاص.