الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: بينما راع في غنمه عدا الذئب فأخذ

          2233- الخامس والسِّتُّون: عن الزهريِّ عن ابن المسيَّبِ وأبي سلمةَ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «بينما راعٍ في غنَمِه عَدَا الذِّئبُ فأخذَ منها شاةً، فطلبَها حتَّى استنقَذَها منه، فالتفتَ إليه الذِّئبُ فقال: مَن لها يومَ السَّبُعِ(1) ؟ ليس لها راعٍ غيري. فقال النَّاس: سبحان الله! فقال النَّبيُّ صلعم: فإني أُوْمنُ به وأبو بكرٍ وعمرُ، وما ثَمَّ أبو بكرٍ وعمرُ». كذا عند البخاريِّ في حديث عُقيلٍ عن الزهريِّ عنهما.
          وعند مسلمٍ من حديث يونسَ عن الزهريِّ عنهما: أنَّ أبا هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «بينما رجلٌ يسوقُ بقرةً قد حمَل عليها، التفتَتْ إليه فقالت: إنِّي لم أُخلَقْ لهذا، ولكنِّي إنَّما خُلِقتُ للحَرثِ. فقال النَّاس: سبحانَ الله! _تعجُّباً وفزَعاً_ بقرةٌ تَكَلَّمُ! فقال رسول الله صلعم: فإنِّي أؤمنُ به وأبو بكرٍ وعمرُ».
          قال أبو هريرةَ: وقال رسول الله صلعم: «بينما راعٍ في غنمِه عدا عليه / الذِّئبُ فأخذ منه شاةً، فطلبه الرَّاعي حتَّى استنقَذَها منه...». وذكر الحديثَ بنحوِ ما تقدَّم، وليس فيه عندَه: «وما ثَمَّ أبو بكرٍ وعمرُ». [خ¦3690]
          وأخرجاه من حديث سعد بن إبراهيمَ عن أبي سلمةَ عن أبي هريرةَ قال: «صلَّى رسولُ الله صلعم صلاةَ الصُّبحِ، ثمَّ أقبلَ على النَّاس، فقال: بينا رجلٌ يسوقُ بقرةً إذ ركِبَها فضربَها، فقالت: إنَّا لم نُخلَقْ لهذا، إنَّما خُلِقنا للحَرثِ. فقال النَّاس: سبحانَ الله، بقرةٌ تَكَلَّم! فقال: فإنِّي أؤمنُ بهذا أنا وأبو بكرٍ وعمرُ، وما هما ثَمَّ». ثمَّ ذكر باقي الحديثِ في الشَّاة والذِّئب بنحوِ ما تقدَّمَ إلى قوله: «فإنِّي أؤمنُ بهذا أنا وأبو بكرٍ وعمرُ، وما هما ثَمَّ». لفظُ الحديثِ للبخاريِّ. [خ¦2324]
          وأخرجاه من حديث سفيانَ بن عيينةَ عن أبي الزنادِ عن عبد الرَّحمن بن هُرمُزَ الأعرجِ عن أبي سلمةَ بن عبد الرَّحمن عن أبي هريرةَ مسنداً في قصَّة الشَّاةِ والبقرةِ بمثل حديث سعد بن إبراهيمَ. [خ¦3471]
          وأخرجه البخاريُّ من حديث شعيبِ بن أبي حمزةَ عن الزهريِّ عن أبي سلمةَ بن عبد الرَّحمن بن عوفٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم الحديثينِ جميعاً في الشَّاة والبقرة بنحوِ حديث يونسَ عن الزهريِّ. [خ¦3663]


[1] قول العرب: مَن لها يومَ السَّبع: قال ابن الأعرابي: السبعُ الموضِع الذي يُحبَس الناسُ فيه يومَ القيامة، أراد من لها يومَ القيامة، وهذا يفسَّر بقول الذئبِ: يوم لا راعيَ لها غيري، والذئب لا يكون لها راعياً يومَ القيامة، وقيل: السبعُ: الشدَّة والذُّعر، يقال: سبَعتُ الأسدَ، إذا ذعرتُه، أي من لها عندَ الفتنِ حين يتركها الناس همَلاً لا راعيَ لها نهبةً للذئاب والسباع، فجعل السبُعَ لها راعياً، إذ هو منفردٌ بها، وهذا إنذارٌ بما يكون من الشدائد والفتن التي يهمل الناسُ فيها أنعامَهم ومواشيهم، فتستَمكِن فيها السباع بلا مانعٍ، يقال: سبُعٌ وسبْع وسبُعَة بمعنىً، وقد حكَوا أنه يقال لمن بالغ في الشر: عمِل عمل سبُعةٍ، وقيل: يراد بذلك: عمِل عمَل السبُعةِ وهي اللَّبؤة أنثى الليوث.