الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: العجماء جرحها جبار والبئر جبار والمعدن

          2225- السَّابع والخمسون: عن الزهريِّ عن سعيدٍ وأبي سلمةَ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «العَجْماءُ(1) [جَرحُها](2) جُبارٌ(3)، والبئر جُبَار(4)، والمعدِنُ جُبَار(5)، وفي الرِّكاز(6) الخُمُسُ».
          وفي رواية مالكٍ: «العجماءُ جُبارٌ». [خ¦1499]
          وفي رواية يونسَ عن ابن شهابٍ عن ابن المسيَّبِ وعُبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم نحوُه. /
          وأخرجاه من حديث محمَّد بن زيادٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «العَجْماءُ عَقْلُها جُبارٌ...». [خ¦6913]
          وذكرَ الحديث.
          وأخرجه البخاريُّ من حديث أبي حَصينٍ عثمانَ بن عاصمٍ عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «المعدِنُ جُبارٌ، والبئر جُبارٌ، والعَجماءُ [جُبارٌ](7)، وفي الرِّكاز الخُمس». [خ¦2355]
          ولمسلمٍ من حديث الأسودِ بن العلاءِ عن أبي سلمةَ بن عبد الرحمن: «البئر جُرحُها جُبارٌ، والمعدِن جُرحه جُبارٌ، والعَجماءُ جُرحها جُبارٌ، وفي الرِّكاز الخمْسُ».
          وليس للأسود بن العلاء عن أبي سلمةَ في مسندِ أبي هريرةَ غيرُه.


[1] العَجْماء: البَهيمةُ، وإنما سمِّيت البهيمةُ عجماءَ؛ لأنَّ الكلام ليس من طبعها، فكل من لا يقدر على ذلك فهو أعجمُ ومستعجِم، ويقال لصلاة النهار عجماءُ؛ لأنه لا يُسمَعُ فيها قراءةٌ، وحكمُها ترك الجهر.
[2] سقط قوله: (جرحها) من (ت)، وما أثبتناه من روايتي البخاري ومسلم.
[3] جُبارٌ: هَدَرٌ إذا لم يكن لمحكومٍ عليه في ذلك عملٌ، كالبهيمة تنفلِتُ فتصيب إنساناً أو تفسد شيئاً من المملوكات فذلك هدَرٌ لا شيءَ فيه.
[4] البئر جُبارٌ: أي؛ من وقع فيها فأصابه موت فما دونه فلا شيء على حافرها حيث يجوز له حفرها.
[5] المعدِن جُبارٌ: أي؛ من هلك فيه أو أصابه شيء فلا شيءَ على من هو في أرضه، وفي بعض الآثار «والرِّجلُ جُبارٌ»: فإن صح فهو أن الدابة إذا أصابت إنساناً بيدها فراكبُها ضامنٌ، وإن أصابته برجلها فهو هدَرٌ، قاله الهرويُّ.
[6] الرِّكاز: على قولين: هو عند أهل العراق المعادِن، وعند أهل الحجاز كنوزُ الجاهلية، والكلُّ محتملٌ في اللغة، والأصل فيه قولهم: ركَز في الأرض: إذا ثبت، والكنز ثابتٌ في الأرض، كما يُركزُ الرُّمح أو غيره، وإن كان المعدن أشدَّ ثباتاً؛ لأن هذا بأصل الخِلقة، وذاك بالمعاناة، فقد اجتمعا في الثبات وتفاضلاً في الكيفية.
[7] سقط قوله: (جبار) من (ت)، وأثبتناه من صحيح البخاري.