الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: يا معشر قريش اشتروا

          2223- الخامس والخمسون: عن الزهريِّ عن سعيدٍ وأبي سلمةَ عن أبي / هريرةَ قال: «قام رسولُ الله صلعم حين أنزل الله ╡: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[الشعراء:214] قال: يا معشرَ قريشٍ _أو كلمةً نحوَها_ اشتروا أنفسَكم، لا أُغني عنكم من الله شيئاً، يا بني عبدِ مَنَاف؛ لا أُغني عنكم من الله شيئاً، يا عبَّاسُ بنَ عبد المطَّلب؛ لا أُغني عنكَ من الله شيئاً، ويا صفيَّةُ عمَّةَ رسول الله؛ لا أُغني عنكِ من الله شيئاً، ويا فاطمةُ بنتَ محمَّدٍ؛ سَليني ما شئتِ من مالي لا أُغني عنكِ من الله شيئاً». [خ¦2753]
          وفي رواية يونسَ بن يزيدَ(1) عن الزهريِّ: «يا معشرَ قريشٍ؛ اشتروا أنفسَكم من الله، لا أُغني عنكم من الله شيئاً، يا بني عبدِ المطَّلبِ؛ لا أُغني عنكم من الله شيئاً...». ثمَّ ذكر نحوَه، ولم يذكرْ: «بني عبد مناف».
          وأخرجه البخاريُّ من حديث شُعيب بن أبي حمزةَ عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرةَ: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «يا بني عبد مَناف؛ اشتروا أنفسَكم من الله، يا بني عبد المطَّلب؛ اشتروا أنفسكم من الله، يا أمَّ الزُّبيرِ عمَّةَ رسولِ الله، يا فاطمةُ بنتَ محمَّد؛ اشتريا أنفسَكُما من الله، لا أملِكُ لكما من الله شيئاً، سَلَاني من مالِي ما شئتُما».
          وأخرجه مسلمٌ من حديث زائدةَ عن عبد الله بن ذكوانَ أبي الزِّناد عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم بنحوِ حديثِ يونُسَ. [خ¦3527]
          ومن حديث موسى بن طلحةَ عن أبي هريرةَ قال: «لما نزلَتْ هذه الآية: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}[الشعراء:214] دعا رسولُ الله صلعم قُريشاً فاجتمعوا، فَعَمَّ وخَصَّ، / فقال: يا بني كعبِ بن لؤيٍّ؛ أنقِذوا أنفسَكم من النَّار، يا بني مرَّةَ بن كعبٍ؛ أنقِذوا أنفسَكم من النَّار، يا بني عبد شمس؛ أنقِذوا أنفسَكم من النَّار، يا بني عبد مَناف؛ أنقِذوا أنفسَكم من النار، يابني هاشم؛ أنقِذوا أنفسَكم من النَّار، يا بني عبد المطَّلب؛ أنقِذوا أنفسَكم من النَّار، يا فاطمُ؛ أنقِذي نفسَكِ من النَّار؛ فإنِّي لا أملِكُ لكم من الله شيئاً، غير أنَّ لكم رَحِماً سأَبُلُّها بِبِلَالِها(2)».
          وليس لموسى بن طلحةَ عن أبي هريرةَ في الصَّحيحِ غيرُ هذا الحديثِ الواحدِ.


[1] قال الحافظ المقدسي رحمه اللهُ: وهذه رواية مسلم.اهـ.قلنا: هي فيه برقم: →206← .
[2] بللتُ الشيء: ندَّيتُه، سأبلُّها ببَلالها: كنايةٌ عن الصلة والمراعاة، أي سأصِلها بصِلَتها التي تستحقُّها، وكذلك: «بلُّوا أرحامكم ولو بالسلام»: أي نَدُّوها بالصلة والإكرام، وكما استعاروا للصلة البلَل، فكذلك استعاروا للقطيعة اليَبَس،
وأنشدوا:
~فلا توبِسوا بيني وبينكمُ الثَّرى فإن الذي بيني وبينكمُ مُثري