الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: قال الله يؤذيني ابن آدم يسب الدهر

          2213- الخامس والأربعون: عن الزهريِّ عن سعيدٍ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «قال الله: يؤذيني ابنُ آدمَ! يَسبُّ الدَّهرَ وأنا الدَّهرُ؛ بيدِيَ الأمرُ أقلِّبُ اللَّيلَ والنَّهارَ». [خ¦4826]
          وفي حديث عبد الرَّزَّاق عن معمرٍ: «قال الله ╡: يؤذيني ابن آدمَ! يقول: يا خيبةَ الدَّهر، فلا يقولَنَّ أحدكم: يا خيبةَ الدَّهر؛ فإنِّي أنا الدَّهرُ أقلِّب ليلَه ونهارَه، فإذا شئتُ قبضتُهما».
          وأخرجاه من حديث الزهريِّ عن أبي سلمةَ عن أبي هريرةَ قال: سمعتُ رسول الله صلعم يقول: «قال الله ╡: يَسبُّ ابن آدمَ الدَّهرَ! وأنا الدَّهرُ؛ بيدِيَ اللَّيلُ والنَّهارُ». / [خ¦6181]
          أغفله أبو مسعودٍ فلم يذكرْه في ترجمةِ أبي سلمةَ لواحدٍ منهما.
          وقد أخرج البخاريُّ بإسنادٍ آخرَ من حديث الزهريِّ عن أبي سلمةَ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «لا تُسَمُّوا العِنبَ الكَرْمَ، ولا تقولوا: يا خيبةَ الدَّهر؛ فإنَّ الله هو الدَّهر». [خ¦6182]
          وأخرجه أيضاً مسلمٌ من حديث المغيرةِ بن عبد الرَّحمن عن أبي الزنادِ عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «لا يقولَنَّ أحدُكم: يا خيبةَ الدَّهر؛ فإنَّ اللهَ هو الدَّهر».
          وأخرج مسلمٌ من حديث محمَّد بن سيرينَ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «لا تسبُّوا الدَّهر، فإنَّ اللهَ هو الدَّهر(1)». زاد في حديث عبد الرَّزَّاق عن معمرٍ: «ولا يقولَنَّ أحدُكم للعِنبِ: الكَرمَ، فإنَّ الكَرمَ الرَّجلُ المسلم».


[1] لا تسبُّوا الدَّهرَ فإن اللهَ هو الدهرُ: معناه أن العربَ كانوا يقولون عند النوازل: أصابَنا الدهر، وتذمُّه، وذلك في أشعارِهم، وفيما حكاه الله تعالى عنهم من قولهم: {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية:24] فقيل لهم لا تسبُّوا فاعلَ ذلك بكم، فإنَّ ذلك هو اللهُ ╡، والدَّهر مصرَّفٌ تقع به التأثيراتُ كما تقع بكم.