الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة

          2206- الثَّامن والثَّلاثون: عن ابن شهابٍ عن سعيد بن المسيَّب عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «إذا قلتَ لصاحِبكَ: أنصِت(1) يومَ الجمُعةِ / _والإمامُ يخطُب_ فقد لغَوتَ(2)». [خ¦934]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث سفيانَ عن أبي الزنادِ عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ نحوه، ومن حديث الزهريِّ عن عمرَ بن عبد العزيز عن عبد الله بن إبراهيمَ بن قارظٍ وابن المسيَّب عن أبي هريرةَ بمثلِه.
          قال في حديث ابن جريجٍ: إبراهيمَ بن عبد الله بن قارظٍ.


[1] الإنْصاتُ: السكوت للاستماع، أنصَتَ يُنصِتُ إنصاتاً، إذا سكت أيضاً، قال الله تعالى: {وَأَنصِتُواْ} [الأعراف:204] أي اسكتوا له سكوتَ المستمِعين، ويقال: أنصتَ له وأنصتَه مثل نصحتُ له ونصحتُه، قال الله تعالى: {وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} [القصص:12] فجاءَ باللام.
[2] فقَدْ لغا: وقد لغَوتُ، اللغو الشيء المطَّرَح الملغى، يقال: ألغيتُ هذا إذا طرحتَه، ومن هذا اليمينُ التي يحلفُها الإنسان بسهوٍ أو غفلة على غير نية، وقد جاء القرآن بالعفو عنها وإلغائها بقوله تعالى: {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} [المائدة:89] ومنه قوله تعالى: {يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا} [الواقعة:25] أي كلاماً مطَّرحاً كالهذيان والكلامِ الملغى، وأما قوله: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون:3] فيعني كلَّ معصيةٍ ولعبٍ، ومنه قوله سبحانه: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ} [القصص:55] واللغو ها هنا كل ما لا يجوز، وقال الفرَّاء: وقوله تعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ} [الفرقان:72] أي بالباطل وكذلك قوله: «مَن مسَّ الحصا فقد لغا» يعني يومَ الجمعة في وقت الاستماع، أي لغا عن الصواب، أي مال عنه، وقال النضرُ بن شُميلٍ: خاب، قال: وألغيتُه خيَّبتُه.