الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لا فرع ولا عتيرة

          2202- الرَّابع والثَّلاثون: عن الزهريِّ عن ابنِ المسيَّب عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «لا فَرَعَ(1) ولا عَتِيرةَ(2)».
          والفَرَع: أوَّل النِّتاجِ، كانوا يذبحونه لطواغيتِهم(3)، والعَتِيرةُ في رجبٍ. [خ¦5473]


[1] الفَرَع والفَرَعةُ: ما تلده الناقةُ، وكانوا يذبحونَ ذلك لآلهتهم فأبطلَه الإسلام، ويقال: قد أفرعَ القومُ إذا فعلت إبلُهم ذلك، وقيل: كان الرجل في الجاهلية إذا كمُلت إبِله مئةً قدَّم بَكراً فنحرَه لصنمِه فذلك الفرَعُ، وفي بعض الحديث: «فرِّعوا إن شئتم، ولكن لا تذبحوه غداةً حتى يكبَر»، يعني صغيراً، وغِذاء الغنم: السِّخالُ الصِّغارُ، واحدُها غذيٌّ، حكاه الهرويُّ، وفي المجمَلِ: الفرَعُ أوَّل نتاج الإبل والخيلِ، قال: ويقال: أفرعَ بنو فُلانٍ إذا أنجَعوا أوَّل الناس، والنُّجعة والانتجاع طلب الكلأ.
[2] وأما العَتائر: فكان الرجل منهم ينذر النذورَ فيقول: إن كان بلغ شأؤُه كذا فعَلَيه أن يذبحَ من كل عَترٍ منها في رجبَ كذا، فكانت تسمَّى العتائرَ، ويقال: قد عتر يعتِرعتراً، إذا ذبح العتيرةَ، ويقال: إنَّ أصل العَتْرِ الحركةُ والاضطرابُ، يقال: عتَر الرُّمح إذا تحرك واهتز واضطربَ، ويقال للمذبوح للأصنام في ذلك الوقت: عَتِرٌ أيضاً، خَرَجَ مخرَجَ الذَّبحِ.
[3] الطَّواغيت: جمع طاغيةٍ، وهي الآلهةُ التي كانوا يعظِّمونها.