الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام

          2196- الثَّامن والعشرون: وبهذا الإسناد عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلَّا الصِّيامَ هو لي، وأنا أَجزِي به، ولَخـُلوفُ فمِ الصَّائم(1) أطيبُ عندَ الله مِن ريح المِسْكِ». [خ¦5927]
          وفي حديث حرملةَ عن ابن وهبٍ: «فوالَّذي نفسُ محمَّدٍ بيده! لَخـُلوفُ فمِ الصَّائم...».
          وفي حديث يونُسَ عن الزهريِّ: «فوالَّذي نفسي بيده! لَخُلْفةُ فمِ الصَّائم...».
          وأخرجاه من حديث الأعمشِ عن أبي صالحٍ ذكوانَ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يُضاعَفُ، الحسنةُ عشْرُ أمثالِها إلى سبعِمئة ضِعفٍ، قال الله ╡: إلا الصَّومَ فإنَّه لي، وأنا أَجزِي به، يدعُ شهوتَه وطعامَه من أجلي، للصَّائمِ فرحتان: فرحةٌ عند فِطره، وفرحةٌ عند لقاءِ ربِّه، ولَخـُلوفُ فيهِ أطيبُ عندَ الله من ريحِ المِسْكِ». لفظُ حديث وكيعٍ عن الأعمشِ وهو أتمُّ. [خ¦7492]
          وأخرجاه بزيادةٍ من حديث عطاءِ بن أبي رباحٍ عن أبي صالحٍ الزيَّاتِ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «كلُّ عملِ ابنِ آدمَ له إلَّا الصِّيامَ فإنَّه لي، / وأنا أجزي به، والصِّيامُ جُنَّةٌ(2)، فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يَرفُثْ(3) يومئذٍ ولا يصخَبْ(4)، فإن شاتَمه أحدٌ(5) أو قاتَله فليقلْ: إنِّي امرؤٌ(6) صائمٌ، إنِّي صائمٌ، والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيده! لَخـُلوفُ فمِ الصَّائمِ أطيبُ عند الله يومَ القيامةِ من ريح المسكِ، وللصَّائم فرحتانِ يفرحُهما: إذا أفطرَ فرِحَ بفِطرِه، وإذا لقيَ ربَّه فرحَ بصومِه». [خ¦1904]
          وليس لعطاءٍ عن أبي صالحٍ في مسند أبي هريرةَ من الصَّحيحين غيرُ هذا.
          وأخرجه البخاريُّ مختصراً من حديث محمَّد بن زيادٍ القرشيِّ عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم يرويه عن ربِّكم قال: «لكلِّ عملٍ كفَّارةٌ، والصَّومُ لي وأنا أجزي به، ولَخـُلوفُ فمِ الصَّائم أطيبُ عند الله من ريحِ المِسك». [خ¦7538]
          ومن حديث مالكٍ عن أبي الزنادِ عن الأعرج عن أبي هريرةَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «الصِّيام جُنَّة، فلا يرفُثْ ولا يجهلْ، وإن امرؤٌ قاتَله أو شاتَمه فليقلْ: إنِّي صائمٌ _مرَّتَين_ والَّذي نفسي بيده! لَخـُلوفُ فمِ الصَّائمِ أطيبُ عند الله من ريحِ المِسكِ، يتركُ طعامَه وشرابَه وشهوتَه من أجلي، الصِّيامُ لي وأنا أجزي به، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها». / [خ¦1894]
          وأخرج مسلمٌ بعضَ هذا من حديث سفيانَ بن عُيينةَ عن أبي الزنادِ عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ روايةً قال: «إذا أصبحَ أحدُكم صائماً فلا يرفُثْ ولا يجهلْ، وإنِ امرؤٌ شاتَمه أو قاتلَه فلْيقلْ: إنِّي صائمٌ إنِّي صائمٌ».
          ومن حديث المغيرةِ بن عبد الرَّحمن عن أبي الزِّناد عن الأعرجِ عن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ الله صلعم: «الصِّيام جُنَّة، [فإذا كان أحدُكم صائماً...]» الحديث. كذا حكى أبو مسعودٍ.
          [و] من حديث أبي سنانٍ ضرارِ بن مرَّةَ عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ وأبي سعيدٍ قال: قال رسول الله صلعم: «إنَّ اللهَ يقول: إنَّ الصَّومَ لي وأنا أجزي به، إنَّ للصائمِ فرحتَين: إذا أفطر فرِحَ، وإذا لقيَ اللهَ ╡ فرِح، والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيده! لَخـُلوفُ فمِ الصَّائم أطيبُ عند الله من ريح المِسكِ».
          وفي حديث عبد العزيز بن مسلمٍ عن أبي سِنانٍ: «وإذا لقيَ اللهَ فجزاهُ فرِحَ».


[1] خُلوف فم الصَّائم: ما يتغيرُ من رائحة الفمِ لعدم الأكلِ، يقال: خلفَ فوهُ يخلُفُ خُلوفاً، ويقال نومُ الضحى مخلفةٌ للفمِ أي يغيرُ رائحتَه.
[2] الصِّيام جُنَّة: أي ستر حائلٌ عن القبائح زاجرٌ عنها، والجُنَّة: ما استترتَ به من سلاحٍ أو غيره، ومن ذلك المِجنُّ، وهو التُّرس، وهو أيضاً جُنَّةٌ من عذاب الله.
[3] الرَّفَث: القبيح من الكلام، وما رُوجعَ به النساء من تعريضٍ أو تصريحٍ.
[4] الصَّخَب والجَلَبة والهذَيان: فيما لا فائدةَ فيه.
[5] زاد في (ت): (من الناس)، وما أثبتناه من (ق) موافق لنسخنا من روايتي البخاري ومسلم.
[6] سقط قوله: (امرؤ) من (ت).