الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون

          208- السَّادس: عن عامر بن سعد _من رواية بُكير بن مِسمار عنه_ قال: أمَّر(1) معاويةُ بن أبي سفيانَ سعدَ بن أبي وقَّاص فقال: ما منعكَ أن تَسُبَّ أبا ترابٍ؟ فقال: أمَّا ما ذكرتُ ثلاثاً قالهنَّ له رسول الله صلعم فلن أَسُبَّه لَأَنْ يكون لي واحدةٌ منهنَّ أحبُّ إليَّ من حُمُر النَّعَم، سمعت رسول الله صلعم يقول له وخَلَّفَهُ(2) في بعض مغازيه، فقال له عليٌّ: يا رسول الله؛ خلَّفتَني مع النِّساء والصِّبيان! فقال له رسول الله صلعم: «أمَا ترضى أن تكون منِّي بمنزلة هارونَ من موسى، إلَّا أنَّه لا نُبوَّة بعدي»، وسمعته يقول له يوم خيبرَ: «لأُعطِينَّ الرَّاية رجلاً يحبُّ الله ورسوله، ويحبُّه الله ورسوله.
          قال: فتطاولنا، فقال: ادعوا لي عليَّاً. / فأُتِيَ به أرمدَ، فبصق في عينه ودفع إليه الرَّايةَ ففتح الله عليه»، و«لمَّا نزلت هذه الآيةُ: {نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ} [آل عمران:61] دعا رسول الله صلعم عليَّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللَّهمَّ هؤلاءِ أهلي».


[1] نقل في هامش (ابن الصلاح) عن الشيخ أنها: بالتشديد في هذا الأصل وفي أصل (سع) وفي أصل آخر.
[2] خلَّفه: تركه ناظراً له في أهله وقائماً مقامَه في ما يُصلِحهم.